المغرب

الوحدة الوطنية خط أحمر أمام دكاكين التحريض الافتراضي

محمد حارص – مدير نشر المجموعة الإعلامية صفرو بريس

لقد بدا واضحاً في الأيام القليلة الماضية أنّ بعض الجهات الداعمة للأطروحة الانفصالية في الصحراء، سواء من داخل الجزائر أو من خارجها، وجدت في منصات التواصل الاجتماعي أرضاً خصبة لمحاولات الاستثمار في الأشكال الاحتجاجية الشبابية بالمغرب، خصوصاً تلك التي عبّر عنها جيل “Z” من خلال مطالب إصلاح قطاعي الصحة والتعليم. وهي مطالب مشروعة لا يختلف حول عدالتها اثنان، لكن ما يثير الريبة هو محاولات ربطها بمخططات سياسية مأزومة، تستهدف الأقاليم الجنوبية، وتبحث عن منفذ لضخ خطاب تحريضي يائس.

لقد رصدنا جميعاً كيف خرجت حسابات وصفحات مشبوهة لتدعو ما يسمونه “انفصاليي الداخل” إلى النزول إلى شوارع مدن الصحراء المغربية، وركوب موجة هذه الاحتجاجات في توقيت محسوب بعناية، الهدف منه تضليل الشباب وخلط الأوراق بين قضايا اجتماعية حقيقية وبين أجندات انفصالية متهالكة. وهو أسلوب يكشف حجم المأزق الذي تعيشه هذه الجهات، ومحاولتها اليائسة تصريف أزماتها الداخلية على حساب استقرار المغرب ووحدته الترابية.

وإذا كانت بعض المدن المغربية قد عرفت خروج فئات من الشباب في أشكال احتجاجية مشروعة، فقد تخللتها للأسف أعمال تخريب للممتلكات العامة والخاصة، بتأطير وتحريض من خلال غرف دردشة على تطبيقات مثل “ديسكورد”، حيث تم استغلال حماس جيل كامل من الشباب، بل حتى دفع قاصرين إلى الكسر والتخريب ومحاولة الاصطدام بعناصر الأمن. الهدف من كل ذلك كان واضحاً: النيل من صورة المغرب ومؤسساته، ومحاولة استهداف سمعة المدير العام للأمن الوطني السيد عبد اللطيف الحموشي، الذي يشهد الداخل والخارج على كفاءته وحكمته في تدبير التحديات الأمنية.

لكن تجري الرياح بما لا تشتهي سفن “جوار الغدر”، فالمغرب ماضٍ في مساره بثبات، وهو اليوم مقبل على تنظيم تظاهرات كبرى بحجم كأس إفريقيا وكأس العالم، وهو ما جعل خصوم وحدتنا الترابية يتمنون عرقلة الأشغال وإطلاق الشائعات المغرضة، غير أن المغرب أثبت قدرته على تحويل كل تحدٍ إلى فرصة، وكل استهداف إلى حافز نحو النجاح.

من هنا، رسالتي إلى شباب اليوم، ورجال مغرب الغد: كونوا سداً منيعاً أمام هذه المحاولات الدنيئة، ولا تسمحوا بأن تُسمّم مطالبكم المشروعة بأجندات دخيلة. اجعلوا صوتكم عالياً، ولكن في إطار حضاري وسلمي، يليق بشباب يعي مسؤوليته التاريخية تجاه وطنه. فالمطالب الاجتماعية تبقى حقاً مشروعاً، لكنها يجب أن تُطرح بطرق تحفظ استقرار البلاد، وتعطي للدولة فرصة للإصغاء إليها ومعالجتها بما يخدم مصلحة الجميع.

ولنؤكد مرة أخرى للأعداء قبل الأصدقاء أننا شعب يؤمن بشعاره الخالد: الله، الوطن، الملك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى