العالم

جدل حول فيلم إيراني يجسد شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم

يتزايد الجدل مع اقتراب موعد عرض الفيلم الإيراني “محمد”، الذي انتهى صُناعه من تصويره، ووضع اللمسات الفنية الأخيرة عليه -حسب ما تناقلته مواقع إيرانية وعربية- لعرضه ضمن فعاليات مهرجان “فجر” في طهران شهر فبراير المقبل بالتزامن مع المولد النبوي الشريف، وهو الفيلم الذي رأى فيه متتبعون أنه يقسم صف المسلمين ويزيد من الهوة في الوقت الذي كثر فيه الحديث عن التقارب المذهبي بين السنة والشيعة وبين المذاهب السنية ذاتها.

وفي سياق الجدل الذي أثاره تجسيد شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، دعا شيوخ الأزهر شعوب العالم الإسلامي لمقاطعة الفيلم، وأبدوا تفاؤلهم بنجاح دعوات المقاطعة التي تحركها جهات إسلامية عالمية كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والأزهر الشريف مؤخرًا. كما أفتى العديد من علماء وفقهاء السنّة بحرمة مشاهدة الفيلم بسبب تجسيده لشخصية خاتم الأنبياء، وفي المقابل أباحه بعض مراجع الشيعة في إيران.

التحذيرات التي أطلقها علماء وفقهاء السنة، تفاعل معها مولاي عمر بن حماد عضو الاتحاد العالمي لعلماء، إذ طالب المسلمين بمقاطعة الفيلم وكل الأفلام التي تجسد أنبياء الله ورسله وملائكته، قائلا في تصريح ليوميةـ”التجديد”، إن هذا الفيلم يجب أن يجد مقاطعة من المسلمين، إذ لا يجوز مشاهدته، ولا يجوز تسويقه، ولا يجوز إنتاجه، ولا يجوز متابعته، ما دام أنجز ضدا على رغبة كل من حذر منه، موضحا أن كل واحد يتحمل مسؤوليته بدرجات متفاوتة حسب العلم والمعرفة والمتابعة.

وحول مبررات مقاطعة الفيلم، قال بنحماد أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، إن الفيلم سيكون محكما بدون شك برؤية شيعية لا تراعي فتاوى علماء السنة ولا مرجعياتهم، ودونما مراعاة للبلدان التي تعرف استقرارا مذهبيا ووحدة سنية، وأن تجسيد الرسول صلى الله عليه وسلم فيه مفسدة كبيرة، إذ أن كل حركاته وسكناته وأفعاله وتقريراته صلى الله عليه وسلم تشريع للناس.

وأكد بنحماد أن البشرية بحاجة إلى التعرف على الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن بغاية سليمة وبوسيلة نبيلة ومشروعة كذلك، مذكرا بأن العلماء أصدروا بيانا يُحرم متابعة الفيلم، ويحرم تجسيد شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وينبه إلى ضرورة حفظ مكانته ورتبته، مضيفا أن هذا الكلام لا يخص النبي صلى الله عليه وسلم بل كل أنبياء الله ورسله وملائكته.

وكان العلماء السنة أثاروا مبررات جعلتهم يحذرون من الفيلم منها أولا مشكلة تجسيد جانب النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء، ثانيا استناد صانعي الفيلم إلى مراجع شيعية في سرد طفولة خاتم الأنبياء، ثالثا فتح مجال لتجسيد كل الأنبياء والرسل والملائكة وحتى الذات الإلهية ذاتها سواء من المسلمين أو من الغربيين.

 

يذكر أن الفيلم الذي وصف بالأكبر في تاريخ السينما الإيرانية بلغت ميزانية إنتاجه 30 مليون دولار، وقرر المشرفون عليه ترجمته إلى الإنجليزية والعربية بجانب الفارسية، ويتولى الموسيقار الهندي آي آر رحمان وضع موسيقى الفيلم؛ على أن يتولى تقديم أغنياته المنشد البريطاني سامي يوسف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا