انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع مصور يوثق لفتاة اختارت الاحتفال بعيد ميلادها بطريقة اثارت موجة استنكار واسعة. فقد تعمدت إشعال النار وسط شارع عام وكتبت ارقاما على الاسفلت، في مشهد لم يخل من مخاطر تهدد سلامة المارة والسائقين.
هذه السلوكات التي اصبحت تتكرر بين بعض الشباب تكشف عن خلل خطير في استغلال الفضاء العمومي وتحويله الى مسرح لمظاهر استعراض وتهور، بعيدا عن ابسط معايير السلامة والمسؤولية. فالشارع ملك جماعي يخضع لقوانين تنظيمية صارمة، واي عبث به يضع حياة الناس في مهب الخطر.
عدد من المعلقين عبروا عن غضبهم من هذا التصرف، مؤكدين ان الاحتفال بالمناسبات الخاصة يجب ان يتم في فضاءات معدة لذلك، لا عبر إشعال النار وسط طريق مخصص للسيارات. البعض ذهب ابعد من ذلك وطالب بضرورة تدخل السلطات لردع مثل هذه التصرفات حتى لا تتحول الى ظاهرة عابرة للمدن.
المسألة لا ترتبط فقط بفعل طائش معزول، بل بما يمكن ان يحمله من رسائل سلبية الى باقي الفئات، خصوصا المراهقين الذين قد يقلدون مثل هذه المشاهد دون ادراك لعواقبها. وهو ما يجعل من محاربة هذه الممارسات مسؤولية جماعية، تبدأ من الاسرة والمدرسة، وتمر عبر القانون وتطبيقه بحزم.
فالاحتفال حق شخصي، لكن لا يمكن ان يتحول الى فعل يهدد حياة الآخرين. الحرية لا تعني الفوضى، والشارع العام ليس مسرحا للعبث بالنار ولا مجالا للتباهي على حساب امن الناس وسلامتهم.
