رسميا ..جلالة الملك يعلن عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي

بعد 32 سنة من الغياب قرر المغرب أخيرا العودة إلى شغل مقعده داخل منظمة الاتحاد الإفريقي، الذي انسحب منه عام 1984 بقرار من الملك الراحل الحسن الثاني، ذاك ما أعلن عنه يوم الأحد 17 يوليوز الجاري، بشكل رسمي جلالة الملك محمد السادس في قرار وصف بـ”التاريخي والشجاع”. وأوضح جلالة الملك محمد السادس، في رسالة سامية إلى القمة ال 27 للاتحاد الإفريقي التي تنعقد بالعاصمة الرواندية كيغالي.
نه بعد تفكير عميق، بدا لنا واضحا أنه يمكن علاج الجسم المريض من الداخل بنجاعة أكبر من علاجه من الخارج، مضيفا أن أصدقاءنا يطلبون منا، منذ أمد بعيد، العودة إلى صفوفهم، حتى يسترجع المغرب مكانته الطبيعية، ضمن أسرته المؤسسية، مؤكدا أنه حان الوقت لذلك.
وأكد جلالة الملك، أن قرار العودة، الذي تم اتخاذه بعد تفكير عميق، هو قرار صادر عن كل القوى الحية بالمملكة، مبرزا أنه من خلال هذا القرار التاريخي والمسؤول، سيعمل المغرب من داخل الاتحاد الإفريقي، على تجاوز كل الانقسامات.
وعلى هذا الأساس، شدد جلالة الملك، على أنه لا يمكن للمغرب أن يظل خارج أسرته المؤسسية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الإفريقي، مبينا أنه بفضل تحركه من الداخل، أن يساهم في جعله منظمة أكثر قوة، تعتز بمصداقيتها، بعد تخلصها من مخلفات الزمن البائد. وأكد جلالته في ورسالة وصفت بـ”التاريخية” وجهها إلى القمة ال 27 للاتحاد الإفريقي التي تنعقد بالعاصمة الرواندية كيغالي، عزم المغرب مواصلة التزامه بخدمة مصالح القارة الإفريقية، وتعزيز انخراطه في كل القضايا التي تهمها، وعلى المساهمة، وبشكل بناء، في أجندة الاتحاد وأنشطته.
واعتبر جلالة الملك، أن التعاون – الذي ما فتئ يتعزز على الصعيد الثنائي مع العديد من الدول – سيزداد قوة وثراء. ويمكن للخبرة والتجربة التي راكمهما المغرب أن تصبح أكثر تنظيما وتشمل مجالات أوسع. وهو ما ينطبق بشكل خاص، على قضايا الأمن ومحاربة الإرهاب.
وأشار إلى أن التجربة المغربية، التي تحظى باعتراف واسع على المستوى الدولي، وتسعى العديد من البلدان للاستفادة منها – بما فيها بلدان أوروبية – سوف تسخر لخدمة الأمن والاستقرار في كل البلدان الإفريقية، خاصة بلدان إفريقيا الغربية والوسطى. إلى ذلك شدد جلالة الملك، أن المغرب يتجه اليوم، بكل عزم ووضوح، نحو العودة إلى كنف عائلته المؤسسية، ومواصلة تحمل مسؤولياته، بحماس أكبر وبكل الاقتناع، معتبرا أن زمن الأيديولوجيات، قد ولى وصارت شعوبنا في حاجة للعمل الملموس. فالجغرافيا لا يمكن تغييرها، لكن لا يمكن التنصل من ثقل التاريخ، يضيف جلالته.