
تشهد مدينة فاس حالة من الغضب والقلق بعد وفاة طالب جامعي في ظروف غامضة داخل المستشفى الجامعي الحسن الثاني، ما دفع النيابة العامة إلى فتح تحقيق عاجل في ملابسات الحادث.
الطالب “محمد.ش”، الذي كان يخضع للعلاج بمستشفى ابن الحسن للأمراض النفسية، نُقل إلى قسم الإنعاش بعد تدهور حالته، قبل أن يُعلن عن وفاته في 10 يونيو الجاري. غير أن العائلة لاحظت وجود كدمات وانتفاخات غريبة على جسده، بالإضافة إلى ثقب في الحلق، ما أثار شبهة “وفاة غير طبيعية”، وأدى إلى إصدار أمر بإجراء تشريح طبي دقيق تحت إشراف لجنة طبية مكونة من ثلاثة أطباء.
النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بفاس كلّفت الشرطة القضائية بفتح تحقيق رسمي، بينما شرعت المصالح المختصة في الاستماع إلى الأطقم الطبية ومراجعة المسار العلاجي الذي خضع له الضحية.
من جهتها، عبّرت عائلة الطالب عن استيائها من تأخر إبلاغها بنقله إلى الإنعاش، وأكدت أن إدارة المستشفى امتنعت عن تسليم شهادة الوفاة إلا بعد دفع مبلغ مالي كبير، وهو ما اعتبرته “ابتزازًا غير مبرر” يزيد من جراحها.
القضية تحولت إلى قضية رأي عام، وسط مطالب حقوقية بتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في حال ثبوت الإهمال أو سوء المعاملة. وينتظر أن تُسلط نتائج التشريح الضوء على الأسباب الحقيقية للوفاة، ومدى مطابقتها للتبريرات الطبية الأولية.