المغرب

وزارة الثقافة تصنع مهرجانات التفاهة

أي ثقافة هذه التي تدّعي وزارة الثقافة أنها تحميها وهي تغرقنا كل صيف في صور صادمة لشباب عار يصرخ، يسب، ويحول منصات “المهرجانات” إلى سوق للفوضى والانحلال؟ الوزير يخرج علينا بكل برود ليقول: المهرجانات ليست تفاهة، بل صورة عن الموروث الثقافي المغربي. بالله عليكم، أي موروث هذا؟ أهو موروث الشتائم والعري

الفضيحة ليست في صورة شباب تائه فقد البوصلة، بل في وزارة كاملة تصر على تبييض العبث وتبريره تحت غطاء الثقافة. الملايير تهدر على منصات لا تنتج فنا ولا قيما، بينما دور الشباب تغلق أبوابها، والمكتبات خاوية، والمسرح يحتضر. هل يعقل أن تتحول وزارة الثقافة إلى وزارة “التفاهة” بتمويل رسمي؟

ألم يكن موسم مولاي عبد الله جرس إنذار حين اغتُصب طفل على يد أربعة عشر شخصا وسط فوضى المهرجان؟ أين الدروس المستخلصة؟ أين مسؤولية الدولة؟ هل يُعقل أن نعيد إنتاج نفس الوهم كل صيف، ونستمر في صناعة الانحراف بدل بناء وعي الشباب؟

الموروث الثقافي المغربي الحقيقي يتجلى في الطرب الأندلسي، في الملحون، في أحيدوس وأحواش، في الحكاية الشعبية والصنعة التقليدية. لكن الوزارة تريد أن تقنعنا أن “الهيستيريا الجماعية” تحت أضواء الحفل هي صورة عن الهوية. إنها جريمة مزدوجة: قتل للثقافة وتشويه للهوية.

أين العقلاء؟ أين من يوقف هذا الانحدار؟ إلى متى نصمت على تحويل شبابنا إلى وقود لمهرجانات الفوضى؟ المغرب بحاجة إلى سياسة ثقافية تبني الإنسان لا أن تهدمه، تزرع الوعي لا أن تغذيه بالفراغ.

التاريخ لن يرحم من يجر البلاد إلى مستنقع الانحلال باسم الفن. وآن الأوان لقول الحقيقة كاملة: ما يجري ليس فنا ولا ثقافة، بل خيانة للقيم، وإساءة للأمة، وسقوط مريع تتحمل مسؤوليته وزارة كان يفترض أن تكون حامية للهوية لا قاتلة لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى