هل يربي المغاربة أخنوش وجوقته انتخابيا؟ حين يعود الدرس إلى صاحبه

في بداية ولايته، خرج عزيز أخنوش بتصريح أصبح اليوم من أشهر الجمل السياسية بالمغرب:
“غَنرَبّي المغاربة.”
مرت السنوات الخمس… وإذا بالمغاربة يكتشفون فعلاً أنهم دخلوا “مدرسة جديدة” دون أن يسجّلوا فيها. مدرسة يومية، لا عطلة فيها ولا وقت مستقطع، عنوان مقرّرها: الغلاء، الاقتطاعات، التهميش، وجرعات إضافية من الاحتقار في بعض الخطابات.
فهل كانت تلك “التربية” مجرد زلة لسان؟ أم كانت وعداً صادقاً… ونُفّذ بالحرف؟
خلال هذه الولاية، حصل المواطنون على “تكوين معمّق” في عدة مواد:
مادة الغلاء:
حيث ارتفعت الأسعار كأنها في سباق مع الهواء، بينما بقيت الأجور جالسة في مكانها تنتظر وسيلة نقل.
مادة الاقتطاعات:
الاقتطاع من الأجور أصبح مثل واجب منزلي… إذا نسوه في شهر واحد، عادوا إليه في الشهر الذي يليه بحماس زائد.
مادة التواصل السياسي:
لا أخبار، لا حضور، لا حوار… وكأن الحكومة تتواصل مع الشعب عن طريق رسائل دخان فوق سماء الرباط.
مادة التهميش:
بعض الفئات اكتشفت أن الدولة تعرف وجودهم فقط عندما يتعلق الأمر بالضرائب أو الفواتير، لا حين يكون الموضوع حقوقاً أو خدمات.
بعد خمس سنوات من هذه “المقررات التربوية”، يطرح سؤال بسيط لكنه ثقيل:
إذا كان أخنوش قد “ربّى” المغاربة بطريقته… فهل سيردّ المغاربة الدرس في الانتخابات المقبلة؟
الديمقراطية ليست معارك في الشارع، وليست ملاسنات في التلفزيون.
الديمقراطية درس بسيط:
من لم يُرضِ التلاميذ… يعاد تقييمه.
والمغاربة اليوم ليسوا نفس المغاربة الذين استقبلوا بداية الولاية. لقد خرجوا من “المدرسة الأخنوشية” بعيون مفتوحة، وبقدرة نقدية أكبر، وبذاكرة لا تمسح بسهولة.
الانتخابات المقبلة ستكون لحظة الحقيقة:
هل سيختار المغاربة “إعادة تسجيل” نفس الأساتذة؟
أم سيكون يوم الاقتراع هو اليوم الوحيد الذي يستطيع فيه المواطن أن يقوم بعملية “تصحيح” لمن ربّاه بالغلاء؟
إنها ليست مسألة انتقام، بل مسألة محاسبة سياسية، وهي جوهر أي نظام ديمقراطي.
والسؤال الذي يتداوله الجميع:
هل سيتحوّل تصريح “سنعيد تربية المغاربة” إلى boomerang انتخابي… يعود إلى أصحابه؟
الجواب لن يأتي من التصريحات ولا من المنصات الحكومية، بل من الصناديق وحدها.
والمغاربة… عندما يُقرّرون الرد، فإنهم يفعلون ذلك بصمت، وبقلم أزرق، وداخل عازل صغير… لكنه أقوى من كل الخطب.




