المغرب

هشام جيراندو.. حين تتحول حرية التعبير الى سلاح ضد الصحافة

في الوقت الذي يفترض ان يكون فيه الدفاع عن حرية التعبير موقفا مبدئيا لا انتقائيا، خرج هشام جيراندو، المطلوب دوليا والمتورط في قضايا احتيال وتشهير، بتصريحات عدائية يهاجم فيها الصحافة المغربية ويتهمها بالارتزاق والعمالة، لمجرد انها سلطت الضوء على انشطته المشبوهة.

جيراندو، الذي لطالما قدم نفسه كصوت معارض، انزلق هذه المرة الى مربع التحريض المباشر ضد الصحفيين، متناسيا ان من يطالب بحرية الراي لا يمكنه في الان نفسه ان يوزع صكوك التخوين والشيطنة على كل من يخالفه او يفضح ممارساته.

هل اصبحت الصحافة الحرة مرتزقة فقط لانها لم تصفق لك؟
وهل كل من يكشف للراي العام اساليبك في التلاعب والتضليل يتحول تلقائيا الى عدو او ماجور؟
اسئلة تفرض نفسها امام الخطاب المزدوج الذي يتبناه جيراندو، اذ يدافع عن حرية التعبير حين تخدمه، لكنه ينقلب عليها حين تمس مصالحه او تكشف حقيقته.

الصحافة لم تهاجم هشام جيراندو لانه معارض، بل انتقدته انطلاقا من معطيات ووثائق وتحقيقات تربط اسمه بشبكات مشبوهة في النصب والتحريض الرقمي، وهو امر يخضع للنقاش والرد بالحجج وليس بالشتائم.

ان اخطر ما في تصريحات جيراندو ليس فقط مضمونها التحريضي، بل توقيتها ايضا، اذ تاتي في سياق حملة موازية على المنصات لترويج خطاب الضحية، وتلميع صورة من تورطوا في حملات تشويه الكترونية ضد مؤسسات الدولة ومواطنين عاديين.

الاختلاف مع الصحافة لا يواجه بالتخوين، بل بالتكذيب المؤسس او الحق في الرد، اما اقحام مصطلحات مثل الارتزاق والعمالة، فهي اساليب لا تختلف عن تلك التي لطالما ادعى جيراندو انه يحاربها.

في النهاية، حرية التعبير لا تجزأ، والصحافة الجادة لن ترضخ لحملات الضغط، لانها تعرف ان مهمتها هي نقل الحقيقة… حتى وان كانت مزعجة لهشام جيراندو وامثاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى