أمينة اوسعيد
عندما أردت أن أتزوج، تسابقت صديقاتي من أجل نصحي، فقلت لهن: أنا لنصائح أم سلمة من الحافظات القابلات، ولن أزيد عن ذلك مثقال ذرة، ولو كنت من العارفات،
فردت عليَّ أعقلهن:
- أي صديقتي، إني لك اليوم من الناصحات، وأنا على مصلحتك من الخائفات والحريصات. أم سلمة لم تكن تعلم أنه سيأتي علينا زمان، يصبح فيه معظم الرجال طامعين، في السيارة والراتب وكل ما تملكين، فاحفظي عني نصائحَ عشرا تجعلك من الناجيات…
• الأولى والثانية: إياك أن تُصَدِّقيه، وثقتك لا تمنحيه، فهل رأيت يوما سياسيا وعد فوفى؟! وما روج له خلال حملته الانتخابية نُفِّذ، وعلى سطح الواقع طفا، كله مجرد كلام وكفى…
• الثالثة والرابعة: جيبه أفرغيه، وعلى استقلالية شخصيتك عَوِّدِيه. إلى أغلى المطاعم خوذيه، ولا تأخذك به شفقة في الإنفاق، ولا ترحميه. وعليه أن يعلم أنك أنثى تحتاج إلى السفر كل شهر.. هذا إن أرادك أن تتزوجيه…
• الخامسة والسادسة: مع أهله خاصميه، ولاسيما مع أمه وأبيه، فحماتك لن تكون أمك الثانية، وإن أشعلت أصابعك لها مصابيح مائة واط؛ فكل تلك الشعارات الرنانة، التي تسمعينها على لسان بعض الزوجات، لن تغير التاريخ الأسود للحماوات. أما التسكع مع أصدقائه، فاحرميه، وكوني له كل صحبه وذويه…
• السابعة والثامنة: عن النت افصليه؛ فلا فايس بوك ولا واتساب، وخصوصا عن إنستغرام أبعديه.. نحن في عصر التكنولوجيا، وسرقة الأزواج ظاهرة لا ندري ما تخفيه. أما أنتِ، فلا يمكن أن يحرمك من التواصل معنا؛ لهذا كلمة السر لا تعطيه، وسرك لا تأمنيه…
• التاسعة والعاشرة: في بنصرك خاتما اجعليه، وكلمتك هي العليا دوما؛ فإن لم يستجب فبالرحيل هدديه، وبنصوص المدونة ارهبيه.
عشر قنابل ناسفة مغلفة في ورق الهدايا على أنها نصائح، تطفئ وهج المودة والرحمة؛ تخرب البيوت، وتغرق أسمى العلاقات في وحل الخلافات، والناقصة عقولهن فقط من يستجبن لمثل هذه النصائح!…
