حزب الأصالة والمعاصرة يدعو إلى تحمل جماعي للمسؤولية بعد فاجعة فاس ويؤكد دعمه للإصلاحات القضائية والسياسية

أعاد الحادث المأساوي الذي شهدته مدينة فاس، وأودى بحياة عشرة أشخاص إثر انهيار مبنى، تسليط الضوء على إشكالية البنايات الآيلة للسقوط، وأثار مجددًا النقاش حول السياسات المتبعة في هذا الملف. وفي هذا السياق، دعا حزب الأصالة والمعاصرة إلى ضرورة معالجة هذا الملف بجدية ومسؤولية، بعيدًا عن أي مزايدات سياسية.
وأكد المكتب السياسي للحزب، خلال اجتماعه الدوري، أن التصدي لخطر المباني المهددة بالانهيار يتطلب تعاونًا وثيقًا ومسؤولًا بين مختلف المؤسسات والمواطنين، مشيرًا إلى أن حماية الأرواح تفرض على جميع الأطراف تحمل مسؤولياتها الكاملة. وأضاف أن آلاف الأسر المغربية مهددة بهذا الخطر، ما يفرض معالجة جماعية لهذا التحدي الوطني.
المطالبة بالإسراع في اعتماد مشروع القانون الجنائي
وفي إطار النقاش العمومي المتزايد حول السياسة الجنائية الحالية، وخاصة على خلفية تنامي مظاهر العنف والاعتداءات باستعمال الأسلحة البيضاء، عبّر أعضاء المكتب السياسي عن دعمهم المتواصل لمواصلة مناقشة مشروعي قانون المسطرة المدنية والجنائية، واعتبروهما من النصوص الاستراتيجية لبناء عدالة ناجعة وعصرية.
كما جدد الحزب دعوته إلى الإسراع في إحالة مشروع القانون الجنائي الجديد على مسطرة المصادقة، واصفًا إياه بـ”الركيزة الأساسية لتطوير وتحديث السياسة الجنائية بالمغرب”، بالنظر لما يتضمنه من إصلاحات ضرورية تستجيب لتحولات الواقع، وتنسجم مع مقتضيات الدستور والمواثيق الدولية.
كما عبر المكتب السياسي عن قلقه من ارتفاع معدلات الاعتقال الاحتياطي والاكتظاظ داخل السجون، معتبرا أن هذه المؤشرات تستدعي مراجعة عاجلة وشاملة للمنظومة الجنائية.
إشادة بالدينامية الملكية على المستوى الإفريقي
على المستوى الدبلوماسي، نوه الحزب بـ”الحكمة الملكية” في تعزيز توجه المغرب نحو شراكة استراتيجية مع الدول الإفريقية، وذلك من خلال إطلاق مبادرات نوعية كان آخرها المصادقة على ست اتفاقيات جديدة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء، والتي تم توقيعها في مدينتي العيون والداخلة، في إشارة صريحة إلى الاعتراف بسيادة المغرب على كامل ترابه الوطني.
ورأى الحزب أن هذه الاتفاقيات ستُعزز بلا شك الدينامية التي تشهدها مبادرات التعاون جنوب-جنوب، وفي مقدمتها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب ومبادرة فتح الواجهة الأطلسية المغربية أمام دول الساحل.
دعم للمسار الديمقراطي وتحذير من خطاب التشكيك
كما عبّر المكتب السياسي عن اعتزازه بـ”المسار الديمقراطي” الذي يواصل المغرب ترسيخه بثبات، مواكبًا للأوراش الاقتصادية والتنموية والإصلاحات السياسية المتراكمة بقيادة الملك محمد السادس. ودعا إلى تحصين هذا المسار من خلال تعزيز ثقة المواطنين، ومواجهة خطابات التيئيس والتشكيك.
وفي هذا الإطار، شدد الحزب على أن التحدي الأكبر لا يكمن في مواعيد الانتخابات فقط، بل في رفع نسبة انخراط المواطنات والمواطنين، وخاصة الشباب، في الحياة السياسية والمسار الديمقراطي الوطني.
إدانة العدوان الإسرائيلي على غزة
وعلى الصعيد الدولي، جدد حزب الأصالة والمعاصرة إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مستنكرًا جرائم الاحتلال ضد المدنيين، وتدهور الأوضاع الصحية والإنسانية، خاصة في ظل النقص الحاد في الغذاء والدواء.
ودعا الحزب المجتمع الدولي، والقوى الفاعلة، و”كل الضمائر الحية”، إلى التحرك الفوري من أجل وقف هذه الحرب غير المسبوقة على الشعب الفلسطيني، مطالبًا بتدخل عاجل يحمي المدنيين ويضع حدًا لمعاناة مستمرة فاقت كل الحدود الإنسانية.