موجة حر استثنائية تضرب عدداً من مناطق المغرب ودرجات الحرارة تتجاوز 45 درجة

تشهد عدد من مناطق المملكة المغربية، منذ اليوم الإثنين 16 يونيو 2025، موجة حر غير اعتيادية، تميزت بارتفاع كبير في درجات الحرارة، خصوصاً في المناطق الداخلية والجنوبية، حيث تجاوزت في بعض المدن عتبة 45 درجة مئوية، وسط تحذيرات من استمرار هذا الارتفاع لعدة أيام مقبلة.
وتُعزى هذه الموجة الحارة إلى صعود كتل هوائية جافة وحارّة قادمة من الجنوب الشرقي، تزامنت مع تأثير ظاهرة “الشركي” التي تؤدي إلى رفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، خاصة في السهول الداخلية وسفوح جبال الأطلس. ومن المتوقع أن تستمر هذه الوضعية الجوية إلى غاية يوم الخميس على الأقل، وفق ما أوردته المديرية العامة للأرصاد الجوية، مع إمكانية امتدادها إلى نهاية الأسبوع في بعض الجهات.
وتم تسجيل أعلى درجات الحرارة في مناطق مثل تاونات، وزان، الفقيه بنصالح، زاكورة، وأوسرد، حيث بلغت الحرارة بين 45 و48 درجة مئوية، فيما تراوحت بين 42 و44 درجة في مدن مثل فاس، مكناس، مراكش، خريبكة وبني ملال. أما المناطق الساحلية مثل الدار البيضاء والرباط وتطوان، فقد عرفت أجواء أكثر اعتدالاً، بدرجات لم تتجاوز 33 درجة.
أمام هذه الأجواء الساخنة، أطلقت مصالح الأرصاد نشرة إنذارية من مستوى يقظة “برتقالي”، تحذّر فيها من الانعكاسات الصحية لهذه الموجة، خاصة على الأطفال والمسنين والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. كما دعت إلى تفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الذروة، وشرب كميات كافية من المياه، وتفادي المجهود البدني الكبير، خصوصاً بالنسبة للعمال الذين يشتغلون في الهواء الطلق.
وتأتي هذه الموجة في سياق مناخي يتّسم بتكرار الظواهر الجوية القصوى، وهو ما يعزوه الخبراء إلى التغيرات المناخية التي باتت تمثل تحديًا فعليًا للمغرب، سواء على مستوى الأمن المائي أو على مستوى تدبير الصحة العمومية والفلاحة. وقد سبق أن شهدت البلاد موجات مماثلة خلال صيف السنوات الأخيرة، غير أن التواتر والحدة التي تعرفها هذه الظواهر تدفع إلى ضرورة اتخاذ تدابير استباقية أكثر صرامة وتنسيقاً بين مختلف القطاعات المعنية.
وفي انتظار تراجع درجات الحرارة، يبقى التحدي الأكبر هو ضمان سلامة المواطنين والتقليل من آثار موجة الحر على مختلف مناحي الحياة اليومية، خصوصاً في القرى والمناطق المعزولة التي تفتقر أحياناً للبنيات الأساسية الضرورية للتأقلم مع هذه الظروف المناخية القاسية.