من يسار بوعبيد إلى يسار السكايرية الشريفين الاتحاد الاشتراكي في زمن التباهي بالسقوط

مرة اخرى يجد الاتحاد الاشتراكي نفسه في قلب عاصفة من الجدل لا بسبب موقف سياسي ولا فكرة تقدمية بل بسبب تصريحات غريبة ومخجلة صادرة عن برلماني من الحزب اثناء حديثه عن مؤتمري الاتحاد في الراشيدية هذا البرلماني الذي يفترض انه يمثل المواطنين لم يجد حرجا في مدح ما سماهم السكايرية ديال الحزب معتبرا انهم ضريفين وكأننا بصدد شهادة في الاخلاق لا تعليق سياسي بل وذهب ابعد من ذلك حين اشار الى انهم هم من صنعوا تاريخ الاتحاد وكأن تاريخ الحزب العريق اختصر في لحظات السكر.
والعبث عندما يتحول السكر الى وسام شرف داخل حزب اسسه المهدي بن بركة وسار فيه عبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمن اليوسفي فاعلم ان القاع صار سياسة وان التباهي بالانحراف صار وجها من وجوه القيادة الاتحاد الاشتراكي لا يعيش فقط ازمة تنظيم بل ازمة هوية وذاكرة ومسار فالحزب الذي كان يقود معارك الفقراء ويؤطر وعي الجماهير صار اليوم يتباهى ببعض رموزه فقط لانهم كانوا سكارى ظراف كما قال البرلماني الازمة اكبر من مجرد تصريح انها تعبير عن منطق جديد داخل الحزب يرى في الولاء للدوائر المغلقة اهم من الوفاء للمبادئ وفي التساهل مع العبث اهم من الدفاع عن الكرامة لم يعد مستغربا ان يشهد مؤتمر الحزب في الناظور فوضى وصراخ ومشادات بل المستغرب ان لا يرى احد ان ما يحدث هو نزع نهائي للشرعية الاخلاقية والفكرية عن تنظيم ظل يرفع شعار الاشتراكية والديمقراطية لعقود .
الاتحاد لا يحتاج الى مؤتمرات شكلية ولا الى خطب ممجدة للسكرى بل الى وقفة صادقة تراجع المسار وتعيد الاعتبار لتضحيات المناضلين الذين لم يكونوا جيدين لانهم سكارى بل لانهم حملوا هم الوطن ودافعوا عن الفقراء وكلفهم ذلك السجن والنفي والتهميش ان تباهي نائب برلماني بسكايرية الحزب لا يعبر فقط عن انحدار في الوعي بل عن سقوط في الاخلاق السياسية وعن زمن صار فيه العبث عنوانا لمرحلة اسمها يسار بلا بوصلة ولا شرف نضالي