المغرب

من محمد الوافا الى الوزير الحالي: التفوق والكفاءة بين الرؤية والارباك

في التاريخ الحديث للتعليم الجامعي بالمغرب يظل الاستاذ محمد الوافا علامة مضيئة ترك بصمة واضحة في مسار التعليم العالي قراراته الجريئة مثل الغاء الانتقاء الاول وتجديد اليات التقييم جعلت الكفاءة والمعرفة معيارا حقيقيا للتفوق بعيدا عن وسواس الارقام والميزات الجامعية التي لطالما كانت حجر عثرة امام العديد من الطلبة الموهوبين

يتذكر الجميع اثره في نفوس الشباب واسرهم حين اعاد القيمة للكفاءات المدفونة لسنوات تحت شبح الانتقاء الظالم مفعما العملية التعليمية بروح العدالة والاعتراف بالمستحقين رحم الله محمد الوافا واسكنه الفردوس الاعلى فقد كان من القلائل الذين مزجوا بين الحكمة والجرأة في صناعة القرار التعليمي

في المقابل يبدو ان وزير التعليم الحالي يعيش حالة من التخبط وعدم التركيز على جوهر المهمة في ظل مشاريع ومبادرات تشبه صناعة الحلويات يفتقد القطاع الجامعي الى رؤية واضحة واولويات محددة اذ ان بعض القرارات تبدو اكثر تجميلية من كونها اصلاحية حقيقية هناك فرق كبير بين حلوة كوجاك وكراسة مدرسية فالاولي قد تسعد لحظة بينما الثانية تصنع اجيال قادرة على بناء المستقبل

اليوم يحتاج التعليم المغربي الى رجال مثل محمد الوافا ممن يضعون الكفاءة والجدية معيارا ويعيدون الاعتبار لمنظومة التعليم بدلا من الانشغال بالمظاهر او المشاريع الرمزية التي لا تنتج فائدة حقيقية للطالب او للمجتمع وفي ظل هذا التباين يبرز الفرق بين القيادة التي تصنع الفرص وتفتح الابواب للكفاءات وبين ادارة تجعل من القطاع ساحة للتجربة والتجربة فقط بلا اثر دائم على جودة التعليم ومستقبل الاجيال،

المغرب يحتاج كفاءات مخلصة هدفها تكوين اجيال تساهم في بناء الوطن تعمل بصدق وليس لمراكمة الثروة على حساب تعليم المواطنين كما قال المرحوم عبد الله بها “المغرب لاتنقصه الموارد المالية او البشرية المغرب ينقصه المعقول”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى