المغربصفرو

من صفرو الى المقر المركزي.. انتهازيون يواصلون طقوس الذبح الجماعي للمناضلين

لم يكد حبر استقالة المستشار الاتحادي عبد اللطيف بوشارب من مجلس جماعة صفرو يجف، حتى سارع حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، فرع صفرو، الى اخراج سكين الطرد لذبح مناضل جديد على مذبح الولاء الابدي للإنتهازية النفعية.
بلاغ محلي صيغ على عجل، وبلغة خشبية مستهلكة، اتهم بوشارب بـ”تصرفات وقرارات انفرادية”، وكأن التفكير المستقل صار جريمة حزبية يعاقب عليها بالاعدام التنظيمي.

لكن الحقيقة، كما يرددها المقربون من الرجل، ان السبب ليس “انفرادية القرار” بل طموح البعض داخل الحزب لاخلاء الطريق امام لوائح انتخابية جاهزة على المقاس، تماما كما اعتاد بعض الأعضاء على اقصاء وتهميش كل من يكشف عن ضعفهم في الرقي بحزب الإتحاد الإشتراكي.

بوشارب، الذي يحظى بتقدير واسع في صفرو وبين حرفيي الصناعة التقليدية، لم يرتكب سوى خطيئة التفكير بصوت مرتفع. قدم استقالته احتجاجا على اختلالات المجلس الجماعي وتعثر المشاريع، فبدل ان يصفق له على حسه المسؤول، قرر ان يطعن في الظهر.
هكذا ببساطة: في قاموس الإنتهازيين، من ينتقد الفساد يطرد، ومن يصفق يرقى.

مناضل آخر يضاف الى قائمة الذين ظلمو بعدما ضحوا . نفس السيناريو يتكرر: مناضلون يستنزفون في المعارك المحلية، وحين يرفعون رؤوسهم قليلا، تهوي مقصلة الطاعة العمياء عليهم.
انصار الطرح الإنتهازي من داخل الحزب لم يستسيغوا ان احدهم تجرأ على اتخاذ قرار بمفرده. فالقطيع لا يختار، بل يقاد.

وكما قالت احدى الاصوات الاتحادية الغاضبة:

“ان الإنتهازية اخطر داء ينخر الحزب.”

السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: لصالح من بيع بوشارب في صفرو؟
لاي تحالف ضبابي، لاي صفقة محلية، لاي وعد لا يساوي طبق عدس؟

من اقدم على هذه الممارسة الصبيانية فإنه يقتات على دماء المهدي بن بركة وعمر بنجلون على موائد التسويات السياسية،

صفرو لم تخسر مجرد مستشار، بل خسرت رمزا من رموز الصدق في زمن الخداع، اما مهندس هذه المسرحية، فقد كسب صفحة اخرى في سجل الخيانة الطويل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى