المغرب

ممارسات عنصرية تعيد النقاش حول حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

اثار خبر منع شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة من دخول فضاء العاب بطنجة بدعوى انها قد تخيف الاطفال، موجة استياء عارمة، اعتبرها كثيرون شكلا صارخا من اشكال التمييز والاقصاء. الحادثة التي استنكرتها جمعية باقي الخير تفتح من جديد النقاش حول غياب ثقافة ادماج الاشخاص في وضعية اعاقة داخل عدد من الفضاءات العمومية والخاصة.

فالمبرر الذي ساقه مسيرو الفضاء يعكس ذهنية مقلقة ترى في الاختلاف تهديدا، وفي الاعاقة سببا للابعاد. وهو تبرير لا يصمد امام ابسط مبادئ حقوق الانسان، كما يشكل خرقا واضحا للدستور المغربي الذي ينص على المساواة وعدم التمييز، وايضا للالتزامات الدولية التي صادق عليها المغرب في مجال حماية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة.

حرمان شابة من ممارسة حقها الطبيعي في الترفيه داخل فضاء عام، بحجة واهية، لا يعد فقط سلوكا غير اخلاقي، بل هو وصمة عار تكشف عن رواسب عنصرية ما زالت تترسخ في بعض العقليات. فالخوف الحقيقي ليس من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل من سلوكيات التمييز التي تزرع الكراهية وتعمق الفوارق الاجتماعية.

المطلوب اليوم ليس فقط الاعتذار، بل تفعيل قوانين رادعة تضع حدا لمثل هذه الممارسات، مع تعزيز حملات التوعية لتكريس صورة ايجابية عن ذوي الاعاقة باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من النسيج المجتمعي. فالمجتمع الذي يقصي بعض ابنائه لا يمكن ان يدعي الحداثة ولا العدالة الاجتماعية.

القضية تتجاوز حادثة معزولة، فهي جرس انذار يدعو المؤسسات والسلطات الى مراجعة اليات المراقبة والزجر، والى الاستثمار في نشر ثقافة الادماج والمساواة، حتى لا يتحول الحق في الترفيه الى امتياز لفئة دون اخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى