ملياران من البشر محرومون من مياه شرب آمنة والأمم المتحدة تحذر

كشفت الأمم المتحدة في تقرير حديث عن واقع صادم يتمثل في حرمان أكثر من ملياري شخص عبر العالم من الوصول إلى مياه شرب مأمونة، أي ما يعادل ربع سكان الكوكب. وأكدت الوكالات الأممية أن وتيرة التقدم نحو التغطية الشاملة لهذه الخدمة الحيوية تسير ببطء شديد، ما يضع أهداف التنمية المستدامة في مهب التأجيل.
التقرير الصادر عن منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة أبرز أن شخصا من بين كل أربعة على وجه الأرض لم يتمكن العام الماضي من الحصول على مياه شرب آمنة. كما أشار إلى أن أكثر من 100 مليون إنسان ما زالوا يعتمدون على مصادر سطحية مثل الأنهار والبرك والقنوات، وهو ما يعرض صحتهم لخطر الأمراض.
الدراسة الأممية أوضحت أيضا أن نقص خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة يمثل تهديدا مباشرا للأمن الصحي العالمي، حيث يواجه ملايين الأشخاص مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض خطيرة نتيجة غياب البنيات الأساسية.
التقرير تطرق إلى مستويات مختلفة من خدمات المياه، بدءا من المياه المدارة بأمان التي يمكن الوصول إليها بسهولة وتكون خالية من التلوث، وصولا إلى المياه غير المحسنة والمياه السطحية التي تهدد حياة الملايين. ورغم تسجيل بعض التحسن منذ 2015، إلا أن التغطية ما تزال بعيدة عن تحقيق الهدف المنشود بحلول 2030.
وأشار التقرير إلى أن 1,2 مليار شخص فقط يحصلون حاليا على خدمات صرف صحي مأمونة، بنسبة تغطية لا تتجاوز 58 في المائة، فيما يحصل 1,6 مليار شخص على خدمات النظافة الأساسية داخل المنازل.
الأمم المتحدة حذرت من أن استمرار هذا الوضع يضع صحة الأطفال بالخصوص في دائرة الخطر، إذ يؤدي غياب المياه الآمنة والصرف الصحي إلى تفاقم الأمراض، ويؤثر على التعليم، ويجعل مستقبل الأجيال عرضة للهشاشة.
وختم التقرير بدعوة الحكومات إلى تسريع الخطى نحو تعميم خدمات المياه والصرف الصحي، مؤكدا أن هذه الحقوق لا ينبغي اعتبارها امتيازا بل أساسا من حقوق الإنسان، خصوصا في المجتمعات المهمشة والأكثر هشاشة.