تعد مدينة صفرو من الحواضر المغربية العريقة التي ارتبط اسمها بالعلم والثقافة والفنون. ومن بين اهم الكنوز اللامادية التي تزخر بها المدينة فن الملحون، هذا الفن الذي يشكل مرآة للروح المغربية الاصيلة ولسان حال المجتمع عبر قرون من الابداع والانتاج الشعري والموسيقي.
فن الملحون ليس مجرد غناء بل هو ديوان كامل يجمع بين الشعر والحكمة والسرد التاريخي والبعد الروحي. فقد عبر شعراء الملحون عن قضاياهم الدينية والوطنية والاجتماعية باسلوب راق يجمع بين جمالية اللغة وصدق الاحساس.
واليوم يواصل ابناء صفرو حمل مشعل هذا التراث، ومن بينهم الفنان محمد افتيس الذي شارك بكل فخر في ملحمة تراث بلادي بمدينة الرشيدية، الى جانب ثلة من ابرز المنشدين المغاربة. هذه المشاركة تعد تكريسا لحضور صفرو الثقافي والفني على المستوى الوطني وتجسيدا لارتباط ابنائها بتراثهم العريق.
مثل هذه المبادرات تؤكد ان الملحون في صفرو ليس فقط ماضيا مضيئا بل ايضا حاضرا نابضا ومستقبلا واعدا يحتاج الى مزيد من الدعم والتثمين حتى يظل حيا في وجدان الاجيال الصاعدة.
وهكذا تظل صفرو وفية لدورها كحاضنة للابداع وذاكرة للتراث المغربي الاصيل، حاملة رسالة الفن والهوية الى المستقبل.
