على الطريق الثانوية التي تربط المدخل الشمالي لآزرو بمدينة إيفران، تقع قرية ابن صميم. قليلون فقط من يعرفون هاته القرية، وقليلون فقط أيضا من يعرفون حكاية مستشفاها المهجور منذ عقود.
تعالوا جميعا نعرفوا الحكاية من بدايتها،تبدا الحكاية خلال الحقبة الاستعمارية للمغرب؛ وعشق الفرنسيين لمدينة إيفران وانبهارهم بمؤهلاتها الطبيعية الخلابة ، من أشجار الأرز ، و غابات ووديان و عيون ، هذه الأخيرة التي جعلت منهم يشبهون ويطلقون على عين فيتال إفران نفس تسمية عين فيتال جبال الألب الفرنسية ، ومن بين ما أثار انتباه المستعمر الفرنسي ، خلال حقبة الأربعينيات ، المناخ المتوسطي المعتدل و الرطب الذي تمتاز به مدينة إفران، بفعل العامل التضاريسي لتواجدها على ارتفاع 1630 متر على سطح البحر، بالإضافة إلى احتوائها على مساحة جد مهمة من الغابات .
الظروف المناخية المعتدلة ، ونقاء الأجواء بالمنطقة، دفع الفرنسيين إلى التفكير في الاستفادة ، من هذا الكنز الطبيعي المتميز ، وعلى إثره تم إنشاء مستشفى الأمراض الصدرية والتنفسية، والمتواجد بقرية ابن الصميم بإيفران ، التي تبعد ب 6 كيلومترات على ايفران المدينة و 11 كيلومتر عن آزرو، بناية عظيمة تتألف من ثمان طوابق ، شيدت سنة 1948 على على مساحة إجمالية تقدر بأربعين هكتار، في منطقة غابوية ، بالقرب من عين إبن الصميم ، بدأ الاشتغال بها سنة 1954 ، بطاقة استعابية تصل إلى 400 سرير ، بالإضافة إلى مرافق مختلفة «قاعة السينما، ملاعب …».
الاسطورة المتداولة عند سكان القرية حول سبب إغلاق المستشفى بصفة نهائية سنة 1973 ، والذي تقول فيه الرواية ، أن سيدة كانت نزيلة المستشفى تتلقى علاجها، إذا بها ذات ليلة، تأخذها الأشباح، لترمى بها عبر الأدراج ليجدوها ميتة، هي رواية من بين الروايات المختلفة التي لن يصدقها عاقل، الشبح الوحيد بالمستشفى ذاك الذي أفرغه من معداته الطبية و أجهزته و أسرته، و خرج مسرعا تاركا النوافذ و الأبواب مفتوحة خلفه ، تتقاذفها الرياح، مما يجعل من السكان و الزوار، يستحضرون فرضية الأرواح الشريرة.
في حديث اليوم مع بعض الحراس المتواجدين بعين المكان أكد لنا رواية جديدة قد تكون قريبة إلى الحقيقة.
كما طمئننا بأن المستشفى سيعود للعمل قريبا ولكن هذه المرة كي يقوم بمهام جديدة سأعود لها في حينها.
