المغرب

الرمان والزيتون بين الخطاب الانتخابي والواقع المر

خرج رئيس الحكومة عزيز اخنوش هذه الايام في مقطع مصور من منطقة الحوز التي لا تزال جراحها مفتوحة بعد الزلزال المدمر ليبشر المغاربة بان موسم الرمان سيكون جيدا وان العمل في جني الزيتون سينعش الساكنة. كلام يبدو في ظاهره خبرا سارا لكنه في العمق محاولة واضحة لصرف الانظار عن فشل الحكومة في ملفات اكثر حساسية وارتباطا بالحياة اليومية للمواطن.

فبعد الفضيحة التي انفجرت في قطاع الصحة وما رافقها من غضب شعبي واسع، يسعى حزب الحمامة الى تغطية هذه الاخفاقات بخطاب موجه نحو البسطاء، معتمدا على اسلوب التبشير بالمحاصيل والاعمال الموسمية. لكن السؤال الحقيقي الذي يفرض نفسه هو: كيف سيكون حال الرمان والزيتون في ظل استنزاف الفرشة المائية لصالح الزراعات الكمالية الموجهة للتصدير، بينما قرى باكملها تعاني العطش وانقطاع الماء الصالح للشرب؟

الحوز التي اختارها اخنوش منصة لرسالته ما تزال عائلاتها تقيم تحت الخيام بعد مرور اعوام على الكارثة، في حين ان وعود اعادة الاعمار تسير ببطء شديد. زيارة رئيس الحكومة الى هناك لم تحمل حلولا ملموسة بل اقتصرت على تكرار الخطاب المألوف الذي يركز على ما تنتجه الارض، متجاهلا المعاناة الانسانية والاجتماعية للمنكوبين.

ومع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، يحاول اخنوش ان يرتدي ثوب “الرئيس الشعبي” الذي يجالس المواطنين ويشاركهم همومهم، في حين ان ذاكرة الناس ما تزال تحتفظ بتصريحاته السابقة حين لوح بتهديدات بوقف عجلة الاقتصاد اذا استمر النقاش حول الصفقات والعروض التي تثير الكثير من الشبهات.

المغاربة اليوم لا يحتاجون الى خطابات موسمية ولا الى تطمينات حول جودة الرمان والزيتون، بل يحتاجون الى سياسات حقيقية تعالج ازمة الصحة وتدبر ندرة الماء وتضمن الكرامة للساكنة المتضررة. اما الاستمرار في سياسة التغطية على الفشل بخطاب زراعي فولكلوري فلن يزيد الوضع الا احتقانا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى