محمد السادس.. من ولي العهد إلى ملك الاصلاحات

منذ أن كان وليا للعهد، برز محمد السادس كأمير شاب يتابع دراسته في أرقى المؤسسات داخل المغرب وخارجه، ويحمل رؤى واضحة للمستقبل. التكوين الذي تلقاه في الحقوق والعلوم السياسية، إلى جانب المهام التي أسندت إليه مبكرا، جعلت منه شخصية وازنة داخل المؤسسة الملكية، ومهيأة لتحمل مسؤولية العرش.
سنة 1999، وبمجرد توليه الحكم بعد وفاة والده الملك الحسن الثاني، أعلن محمد السادس بداية عهد جديد. في أول خطاب له، أكد التزامه بالانفتاح والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مما أطلق آمالا واسعة لدى الشعب المغربي في التغيير والإصلاح.
المسار الذي سار فيه الملك محمد السادس منذ توليه العرش اتسم بإطلاق أوراش كبرى، شملت إصلاح العدالة، تأهيل الاقتصاد، إعادة هيكلة الحقل الديني، توسيع الحريات، ومحاربة الفقر والهشاشة من خلال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
محمد السادس لم يكن فقط ملكا للمؤسسات، بل حرص على القرب من المواطنين، من خلال زيارات ميدانية للقرى والمناطق المهمشة، واعتماد مقاربة تنموية جديدة تقوم على الإنصات والحكامة الجيدة.
بعد أزيد من عقدين على اعتلائه العرش، بات واضحا أن مشروع محمد السادس يقوم على التوازن بين الحداثة والحفاظ على الخصوصية المغربية، وعلى بناء دولة قوية بمؤسساتها، قريبة من هموم مواطنيها، ومنفتحة على العالم.