المغرب

محمد التويمي بنجلون يتراجع عن استقالته: خدعة انتخابية واستغلال لموجة احتجاجات جيل زد

في خطوة مثيرة للسخرية السياسية، تراجع النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، محمد التويمي بنجلون، عن استقالته من مجلس النواب بعد أن أثارت جدلا واسعا، وجعلته يظهر وكأنه يقف إلى جانب شباب “جيل زد” المحتجين في الشارع المغربي. ما حدث لم يكن موقفا أخلاقيا أو صدقا مع المواطنين، بل لعبة سياسية مدروسة تهدف إلى استغلال موجة الغضب الشعبي لكسب تعاطف وهمي وأصوات انتخابية مستقبلية.

الحديث عن “التفاعل مع أصوات الشباب” و”الصدق مع الذات” لم يكن سوى ستار لتغطية التحايل السياسي الذي يمارسه حزب البام المعروف بلعبة الأباطرة واللعب في الظلام. الحزب، الذي طالما استثمر موقعه داخل الحكومة لتحقيق مصالحه الخاصة، يظهر الآن وكأنه يتماهى مع نبض الشارع، بينما الواقع يكشف أن مواقفه الحقيقية لم تتغير وأنه لا يزال ملتزما بمصالحه الحزبية الضيقة.

الاستقالة المزعومة، التي تحولت لاحقا إلى تراجع سريع، تكشف الوجه الحقيقي للسياسة بالمغرب، حيث بعض النواب يستغلون القضايا الاجتماعية الكبرى كأداة للترويج الشخصي، لا كفرصة لإحداث تغيير حقيقي. التصرف يرسل رسالة واضحة: الشعارات الرنانة حول التضامن مع الشباب والمواطنين ليست سوى أداة تحايل، في حين تبقى مصالح الحزب والأجندة الانتخابية هي الأولى على الطاولة.

حزب البام، الذي يعرف بصفوفه الكثير من “الأباطرة” السياسيين، يستخدم هذا النوع من المناورات لإعادة تموضع نفسه أمام الرأي العام، مستغلا كل أزمة اجتماعية لتحقيق مكاسب انتخابية، دون أن يتحمل أي مسؤولية فعلية تجاه المطالب الحقيقية للمواطنين.

باختصار، ما حدث مع التويمي بنجلون ليس موقفا شجاعا ولا رسالة أخلاقية، بل عملية استغلال سياسية مكشوفة، تستهدف خداع المواطنين والتلاعب بعاطفتهم، بينما الواقع يؤكد أن الحزب لا يزال يمارس السياسة في الظلام، بعيدا عن الشفافية والمصداقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى