من بين أكثر الأروقة جذبًا للجمهور في فضاء الأبواب المفتوحة، تميز جناح الشرطة العلمية والتقنية، الذي قدم تجربة فريدة لمحاكاة مسرح الجريمة، جسّدت بشكل تفاعلي المراحل الدقيقة التي تمر بها عمليات المعاينة والتحقيق الجنائي.
عبر فضاء منظم بعناية، اطّلع الزوار على كيفية توثيق الأدلة، رفع البصمات، فحص المواد السامة، وتحليل الآثار البيولوجية والرقمية. كل ذلك باستعمال معدات متقدمة تحترم المعايير الدولية، مما يضمن دقة النتائج ويعزز مصداقية الخبرات أمام العدالة.
كما تم التعريف بمنظومة ISO 17025 التي حصلت عليها مصالح الشرطة العلمية منذ 2017، والتي تؤطر جودة التحاليل التقنية والمخبرية، وتمنح المؤسسات القضائية ثقة مضاعفة في نتائج التحقيقات.
الفضاء لم يكن عرضًا تقنيًا فقط، بل مناسبة للتأكيد على التحوّل العميق الذي شهده جهاز الشرطة العلمية في المغرب، وتحوله إلى شريك أساسي في ضمان المحاكمة العادلة، من خلال دور علمي يتكامل مع الضابطة القضائية والقضاء.
في هذا الفضاء، يُفهم الأمن كمجال علمي مؤطر بالدقة، وحامل لمسؤوليات أخلاقية في التعامل مع الحقيقة، لتبقى العدالة غايتها، والمهنية وسيلتها.
