المغرب

مأساة جديدة تفضح استغلال المشعوذين وتضع المجتمع امام مسؤولية جماعية

شهدت جماعة تغسالين مؤخرا حادثا مأساويا اثر إقدام سيدة متزوجة على وضع حد لحياتها في ظروف صادمة تركت الرأي المحلي يعيش على وقع الحزن والاستنكار. فقد عثر المحققون على تسجيلات وصور مرتبطة براق ينحدر من مدينة الرشيدية، تتضمن تهديدات مباشرة للضحية، ما دفع النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف ببني ملال الى فتح تحقيق عاجل ووضع المعني رهن الحراسة النظرية.

القضية لم تتوقف عند هذا الحد، حيث كشفت والدة الضحية عن ادلة عثرت عليها في هاتف ابنتها، تؤكد تعرضها للابتزاز ونشر صورها بشكل واسع عبر شبكات التواصل، وهو ما يرجح انه كان الدافع الاساسي وراء قرارها المأساوي. كما جرى الاستماع الى صديقتي الضحية للاشتباه في تورطهما في تسريب تلك الصور.

هذه الواقعة تعيد الى الواجهة ملف استغلال النساء من طرف بعض من يسمون انفسهم “رقاة شرعيين”، في حين انهم يمارسون الشعوذة والابتزاز باسم الدين. هؤلاء الاشخاص يستغلون ضعف بعض النساء ومعاناتهن النفسية والاجتماعية ليجعلوا منهن ضحايا سهلة للتهديد والتشهير، الامر الذي يهدد تماسك الاسر ويعرض سمعة الضحايا للتدمير.

خطر المشعوذين لا يقتصر على ضحاياهم المباشرين، بل يمتد اثره الى المجتمع ككل. فهم يزرعون الخوف ويشجعون على الخرافة ويستغلون غياب الوعي القانوني وضعف الثقافة الصحية والنفسية. في الوقت الذي يجب ان يكون فيه المواطن محميا بالقانون ومؤسسات الرعاية والدعم النفسي، يجد نفسه احيانا تحت رحمة اشخاص يتاجرون بالآلام.

الحادث المؤلم بتغسالين يضع المسؤولية امام الجميع: ضرورة تشديد الرقابة على مثل هذه الممارسات، محاربة اوكار الشعوذة، وتكثيف حملات التوعية لحماية الفئات الهشة. كما يستدعي فتح نقاش مجتمعي حول الدعم النفسي وسبل مواجهة الابتزاز الالكتروني، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي التي تدفع الابرياء الى نهايات مأساوية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى