
أكد السيد عمر تويمي بنجلون عامل إقليم صفرو اليوم الثلاثاء، في كلمة افتتاحية خلال يوم دراسي نظمته عمالة إقليم صفرو تحت شعار: “التقائية تدخلات الحد من ظاهرة الهدر المدرسي بإقليم صفرو”، أن الهدر المدرسي يُعد من أبرز التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، لما له من آثار سلبية على التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأشاد بالمجهودات المبذولة على مستوى إقليم صفرو، والتي ساهمت في تقليص الظاهرة بفضل تدخلات منسقة بين مختلف الفاعلين.
وشدد السيد العامل على أهمية وضع نموذج موحد لتدبير النقل المدرسي بشراكة مع الجماعات والمجلس الإقليمي، باعتباره أداة استراتيجية لمحاربة الهدر في الوسط القروي مؤكدا على أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية توفر فرصًا حقيقية للنهوض بالرأسمال البشري، داعيًا إلى تعزيز الالتقائية بين المتدخلين لتكريس مدرسة دامجة وجذابة في كل مناطق الإقليم.
وفي مداخلة له سلط السيد عادل زهيري، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة صفرو ، الضوء على الأرقام الرسمية التي تعكس التدخلات الواسعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خصوصًا في مرحلتها الثالثة، والتي ركزت على الاستثمار في الرأسمال البشري وتثبيت دعائم العدالة المجالية في التمدرس.
وأكد السيد زهيري في ذات اللقاء المنظم بشراكة بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية، الخلية المحلية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، المندوبية الاقليمية للتعاون الوطني، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ساهمت في إنجاز 57 وحدة للتعليم الأولي بالدواوير النائية، مشيرًا إلى أن هذه الوحدات ساهمت في تسجيل نسبة 97% من الأطفال بالتعليم الأولي، بينما بلغت نسبة الالتحاق بالتعليم الابتدائي 100% بالنسبة للأطفال المستفيدين من هذا التعليم التمهيدي.
وأوضح المتحدث أن المبادرة، بشراكة مع مختلف الفاعلين، قدمت دعمًا تربويًا مجانياً لفائدة 2000 تلميذ وتلميذة موزعين على 32 مؤسسة تعليمية، شمل تقوية المهارات في المواد الأساسية كالرياضيات واللغات، إلى جانب أنشطة موازية فنية واجتماعية وصحية، وضمن مقاربة الدعم الشامل، أشار السيد زهيري إلى أن الإقليم يتوفر على 8 دور للطالب والطالبة بطاقة استيعابية تصل إلى 489 تلميذًا وتلميذة، ما يُشكل دعامة مهمة لتحفيز التلاميذ على الاستمرار في الدراسة، خصوصًا في المناطق القروية.
وفي مجال الصحة المدرسية، كشف العرض عن تنظيم قوافل طبية لفحص وتشخيص ضعف البصر والسمع لدى التلاميذ، حيث تم توزيع نظارات طبية على التلاميذ ضعاف البصر وتوفير آلات سمعية للمصابين بضعف السمع. واقتناء كراسي كهربائية متحركة لفائدة التلاميذ في وضعية إعاقة حركية.
وأد السيد زهيري أنه وفي سابقة على المستوى الوطني شملت التدخلات أيضًا تقوية الأنشطة الثقافية والرياضية، حيث تم تجهيز الأندية المدرسية في 12 مؤسسة تعليمية، وتنظيم قوافل للتحفيز المدرسي، مما ساعد على خلق بيئة تعليمية أكثر جاذبية ومحفزة للتلاميذ.
وفي أبرز ما ورد في العرض، تم الإعلان عن اقتناء 126 حافلة للنقل المدرسي يستفيد منها أكثر من 13,000 تلميذ وتلميذة، إضافة إلى 3 حافلات خاصة بالتلاميذ في وضعية إعاقة، مما شكل تحولاً كبيرًا في تحسين شروط التمدرس في المناطق القروية.
كما أشار السيد زهيري إلى إحداث نموذج موحد لتدبير النقل المدرسي بتنسيق بين عمالة الإقليم، المجلس الإقليمي والمديرية الإقليمية للتربية الوطنية، بهدف تحسين الخدمات، تجميع الموارد، وتوسيع التغطية على المدى القريب.
وفي عرض مشترك قدّمه كل من ذ. فهد حامي وذة. ريم تلمم، نائبي وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بصفرو أكد ممثلا النيابة العامة أن اللجنة المحلية استطاعت، خلال السنوات الأخيرة، إرجاع أكثر من ثلثي الأطفال المنقطعين عن الدراسة، إما عبر المسارات الدراسية العادية أو التكوين المهني، بفضل جهود ميدانية وتنسيق مشترك بين القضاء، والتعليم، والمجتمع المدني، وقد شملت أبرز الإنجازات التدخل في حالات الحرمان من الدراسة بسبب الأسرة ودعم الأسر غير المسجلة في الحالة المدنية لتسهيل ولوج أبنائها للمدرسة وتسجيل تلاميذ متمدرسين بالحالة المدنية وتوفيرالمواكبة الاجتماعية للأطفال في وضعية انقطاع أو خطر.
من خلال المعطيات الرقمية المقدمة، سجلت اللجنة معالجة 258 حالة هدر مدرسي وتنظيم 55 نشاطًا تحسيسيًا في الوسط المدرسي ودعم تسجيل 122 تلميذًا بالحالة المدنية والمساهمة في 64 تدخلًا اجتماعيًا ميدانيًا عبر المساعدات الاجتماعية، كما تم إحالة 38 حالة على المتابعة القضائية بسبب الإهمال أو الامتناع غير المبرر عن تعليم الأبناء والتنسيق في 118 حالة مع دور الطالب والطالبة لتسهيل الإيواء ودعم الوساطة الأسرية في 27 حالة لإرجاع المنقطعين وتتبع 10 حالات لزواج قاصرات ارتبط بانقطاع عن الدراسة.
وفي مداخلة أخرى أفادت السيدة ليلى أهموط أن ساكنة الإقليم تُقدَّر بـ489,286 نسمة، موزعة على 23 جماعة ترابية (منها 18 قروية)، مشيرة إلى أن 15% من السكان هم في سن التمدرس. أما من حيث النوع، فتشكل الإناث 60.7% من مجموع المتمدرسين، في مؤشر إيجابي على تطور تمدرس الفتيات، خصوصاً في العالم القروي ، مبرزة أن نسبة تمدرس الأطفال بالتعليم الأولي بالإقليم بلغت 97%، ما يعكس نجاعة تدخلات الدولة في تعميم هذا المستوى، خصوصًا عبر وحدات تم إنشاؤها بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وفي جانب الهدر المدرسي، عرضت السيدة أهموط دراسة ميدانية أنجزتها المديرية الإقليمية، كشفت عن 195 حالة هدر مدرسي في التعليم الإعدادي، وهو ما يعيد إلى الواجهة التحديات المرتبطة بظروف التمدرس في هذه المرحلة، من نقل، وإيواء، ودعم تربوي.
وفي ختام عرضها، شددت المديرة الإقليمية على أن “محاربة الهدر المدرسي مسؤولية جماعية”، داعية إلى تعزيز الالتقائية بين مختلف المتدخلين من قطاعات حكومية وجماعات ترابية وهيئات المجتمع المدني، مشيرة إلى أن الرهان اليوم لم يعد فقط تعميم التمدرس، بل تحقيق جودة تعليمية مستدامة ومنصفة.
وفي ختام اليود الدراسي، تم الانتقال إلى ساحة الشرف حيث أشرف السيد العامل على تسليم 10 سيارات للنقل المدرسي لرئيس المجلس الإقليمي لصفرو، وذلك في إطار تنزيل مقتضيات الاتفاقية الإطار» تفويت و تدبير وتسيير 10 حافلات للنقل المدرسي المقتناة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية « والتي تستهدف تعميم و تجويد خدمة النقل المدرسي بالإقليم لما لها من انعكاس إيجابي على الحد من الهدر المدرسي كما تم توزيع كرسيين كهربائيين لفائدة تلميذ وتلميذة من ذوي الاحتياجات الخاصة سيساعداهما على التمدرس.
وقد شكل هذا اللقاء مناسبة هامة لتقاسم التجارب، وتعزيز التنسيق المؤسساتي، وتطوير رؤية تشاركية فعالة لمحاربة الهدر المدرسي وضمان استمرارية التمدرس وتجويد العرض التربوي بإقليم صفرو.










