تسبب فيروس كورونا في المغرب في تراجع نسبة الزواج بسبب التدعيات الاجتماعية لهذا الفيروس الذي جعلت العديد من المغاربة يفقدون عملهم ،أو على الأقل تراجعت مداخليهم بسبب الكساد الذي ضرب جل القطاعات . ويكفي زيارة مكاتب العدول والاستفسار عن معدلات عقود الزواج التي أنجزت منذ ظهور كورونا في المغرب لتكتشف حجم التراجع الكبير مقارنة مع السنوات الماضية ، ونفس الأمر يجري في مختلف المحاكم المغربية التي توثق عقود الزواج .
فمنذ انتشار وباء كورونا تغير الوضع في المغرب ، واصبح العديد من الشبات المغربي لا يتوفر على القدرة المادية للزواج ،باستثناء القليل من المغاربة الذي يتوفرون على دخل قار والذين يشتغلون في قطاع الوظيفة العمومية ، وهذا التأثير وصل حتى الى المغاربة المقيمين في الخارج والذي اعتادوا الزواج من المغرب وتنظيم حفلات الإعراس في الصيف ، حيث اجل العديد منهم الزواج هذه السنة .
وليس المغرب وحده يعرف تراجع معدلات الزواج في كورونا ، فلقد توقع خبراء أن تؤدي التداعيات النفسية لفيروس كورونا المستجد إلى انخفاض معدلات المواليد، وأن تجعل فترة العزوبية أطول.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية إن خبراء من الولايات المتحدة راجعوا 90 دراسة لمساعدتهم على التنبؤ بزمن “ما بعد كورونا” وكيف يمكن لـ”كوفيد-19″ أن يغير السلوكيات الاجتماعية.
وتوقعوا أن تنخفض حالات الحمل المخطط لها استجابة للأزمة الصحية العالمية، حيث سيؤجل الناس الزواج والذرية، مما سيؤدي إلى تقلص عدد سكان بعض الدول.
وسيكون للانخفاض في معدلات المواليد آثار عدة على المجتمع والاقتصاد، حيث سيؤثر على فرص العمل ودعم المسنين.
علاوة على ذلك، يمكن أن يؤدي “التقسيم غير المتكافئ” للعمل المنزلي الإضافي الناتج عن الحجر الصحي إلى ارتفاع عدم المساواة بين الجنسين.
كما حذرت النتائج من أن “الأزواج المحتملين” الذين تعارفوا عبر الشبكات الاجتماعية خلال فترة الإغلاق “قد يجدون أنفسهم محبطين عندما يلتقون أخيرا في العالم الواقعي”.
وقال مؤلف البحث وعالم النفس مارتي هاسيلتون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “ستكون العواقب النفسية والاجتماعية والمجتمعية لكورونا طويلة الأمد للغاية”.
وأضاف: “كلما طال أمد كورونا بيننا، كلما ازدادت سلوكاتنا تأثرا”.
وخلص فريق الباحثين إلى أن “الوباء أصبح تجربة اجتماعية عالمية” لم تنته نتائجها بعد.