قمة ألاسكا.. إعادة اقتسام العالم على حساب الشعوب؟

تتقاطع المصالح حين تلتقي واشنطن وموسكو، لكن الثمن غالبا ما تدفعه الشعوب. فالإعلان عن توصل روسيا والولايات المتحدة إلى “أرضية مشتركة” قبل قمة ألاسكا، يثير أكثر من سؤال حول طبيعة هذه التفاهمات ومغزاها الحقيقي.
منذ عقود، اعتادت القوتان العظميان على إدارة خلافاتهما بيد، واقتسام النفوذ باليد الأخرى. الحروب الباردة، الأزمات الإقليمية، الصفقات خلف الأبواب المغلقة… كلها كانت مشاهد مكررة في مسرح السياسة الدولية، حيث تختزل قضايا العالم في مصالح النخب الحاكمة، وتختطف إرادة الشعوب من فوق الطاولة، أو تحتها.
اليوم، وفي ظل سباق محموم على الثروات الطبيعية، وخطوط الطاقة، والأسواق الناشئة، لا يبدو أن القمة المرتقبة ستناقش مصير البيئة أو العدالة الاجتماعية أو حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، بقدر ما ستتفاوض على نصيب كل طرف من الكعكة العالمية. قضايا مثل مأساة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، أو الحرب المدمرة في أوكرانيا، قد تتحول إلى أوراق مساومة في لعبة النفوذ، بدل أن تكون ملفات بحث عن حل عادل ودائم.
فهل نحن أمام قمة “تعاون” أم أمام جلسة إعادة ترسيم لمناطق النفوذ واقتسام الغنائم؟
التاريخ يقول إن الشعارات الدبلوماسية لا تمنع صفقات تقسم العالم إلى مناطق خاضعة لهذا القطب أو ذاك، وإن الشعوب غالبا ما تستعمل كورقة ضغط، لا كطرف حقيقي في التفاوض.
في النهاية، قد يخرج البيان الختامي مزينا بكلمات عن السلام والاستقرار، لكن جوهره قد يكون مجرد إعادة توزيع النفوذ بين قطبي الإمبريالية، تاركين الشعوب تدفع ثمن الاتفاقات الكبرى التي لم تستشر فيها يوما.