صفرو

صفرو:قراءة متأنية في حرائق بلدة المنزل

playstore

 من يكون الفاعل/ سنه / شكله ؟ هل هو مجرم ذو سوابق ؟ أم مراهق متهور طائش ؟ أو صعلوك مغيب حشاش ؟ أو عصابة أو أفراد …؟ كل ذلك سوف تكشف عنه ملفات البحث الجنائي والتحقيقات الميدانية لأهل الاختصاص.

 لكن الخطير والخطير جدا في هذه الحرائق ،هو الفعل في ذاته ،في شناعته،في عمق قبحه ،وبشاعة جرمه :إنه الخطب الجلل والمصاب الفاجع… والأخطر من كل ذلك هو انعكاسه السلبي على مجتمع إلى عهد قريب كان يعيش سكانه على ثقافة الثقة والأمن والأمان،واليوم الساكنة تحت تأثير الصدمة من هول الكرب والفجيعة.

pellencmaroc

حرائق المنزل سابقة خطيرة وإنذار جلي واضح ، أن القادم قد يكون أنكى وأدهى وأفدح إذا لم يتدخل الجميع من أجل وإذ وإقبار هذا الجرم المنكر،والفعل الشيطاني هنا والآن ،في اللحظة والتو،قبل أن يصبح ظاهرة قالبة للتكرار والاستنساخ وربما لاقدر الله العدوى المستعصية عن العلاج ،وتجارب وخبرات التاريخ تؤكد أن الزلازل الكبرى والعواصف المدمرة غالبا ما تسبقها إشارات ونذر.

الكل مسؤول ومعني: سلطة ومنتخبين وهيئات ومجتمع مدني وفاعلين وأفرادا وباحثين قانونيين وأكاديميين ومختصين في علوم الإجرام ،كل مسؤول من موقعه .هذا الفعل الشنيع دخيل على ثقافة سكان البلدة والإقليم والوطن ،إنه إجرام أعمى وعنف هائج مجنون، كحاطب لليل يجمع العود الجاف والحية المتصلبة ،لا فرق المهم الحرق ثم الحرق ثم الحرق…

وكما هو معلوم فإن تفجير طاقة الحقد والكراهية ضد المجتمع غالبا ما تكون على مستوى أفقي في ندية طبقية أو ما دونها : صراع وعنف بين أفراد وربما جماعات يؤججها الانتقام والعنف المضاد ،لكن الإرهاب والترويع والحرق والتخريب عن قصد من أجل التدمير وإحداث أكبر الضرر وأفدح الخسائر، يشكل تهديدا وجوديا وخطرا حقيقيا على سلامة المجتمع برمته ،هناك أسر وعائلات في حي )القلعة وجنان لوطا(، قضت ليلة بيضاء ،ليلة الجمعة السبت تحت تأثير الخوف والرعب من هول الفاجعة وخصوصا من نجت سيارته بقدرالله وألطافه الخفية ؛ حيث باغث الجاني قبل أن ينفذ جريمته ويلوذ بالفرار.)شهادة مستقاة من فم الضحية( .

ويبقى السؤال المبهم واللغز المحير: ما الدافع لهذا الفعل الأثيم المنكر؟؟؟ وما الهدف والغاية من حرق وتخريب ممتلكات مواطنين آمنين؟؟؟ بعضهم كادح مسحوق فقد وسيلة اكتساب الرزق الوحيدة ،وأصبح بلا مورد في ثواني معدودات ،وانضم إلى قوافل العاطلين … التحليلات كثيرة والتأويلات عديدة والاجتهادات متعددة ،هي حديت اليوم لساكنة المنزل والإقليم.

حرائق السيارات كانت حوالي الثالثة بعد منتصف الليل بشكل جنوني وبسرعة كبيرة حيث عمد الجاني إلى إحراق كل سيارة صادفها أمامه في حي )القلعة وجنان لوطا(، ولولا تدخل الأهالي لإطفاء الحرائق لامتدت ألسنة اللهب إلى الأسلاك الكهربائية وكانت الفاجعة أكبر،لكن الألطاف الإلهية حالت دون ذلك .

هذا الفعل الإجرامي سواء كان تحت مخدر مغيب للوعي ،أو كان بوعي وجرأة وإرادة ،يجب أن يدان بأقسى وأشد العقوبات الزاجرة والرادعة التي تجتثه وتبتره من جذوره ،والكفيلة بإقباره ووأده في مهده ،حماية للأمن العام وطمأنينة للساكنة ،فمثل هذا الصنيع لا يقبله منطق عاقل ولا هوس مجنون. ولمثل هذا الخطب الجلل سطر الأجداد: كبرى النيران يأتي من مستصغر الشرر.

واهم…والله واهم جدا ،من استخف أو قلل من شأن ما وقع،وظن أنه عمل طائش معزول سوف ينطوي في الزمان وينمحي من على الأرض الأثر،إنما هي أرزاق أحرقت وأموال أهدرت وأسر فجعت ،وخوف ورعب وشم ذاكرة الأهالي بشواظ من نار ولهب.

والمجتمع المدني في هذه البلدة مطالب اليوم أن يترفع عن الخلافات والخصومات والتجاذبات  ويصرخ بالصوت العالي…..أو يصمت إلى الأبد صمت القبور الأزلي.

وعلى سبيل الختام همسة في أذن كل من احترقت سيارته :لله ما أعطى ولله ما أخد ،احتسب الأجر والعوض عند رب العزة والجلال ،لعله يرزقك بخير يجبر الضر والضرر.

playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا