حرصا من جامعة سيدي محمد بن عبد الله على الاهتمام بالإشعاع العلمي والثقافي للعاصمة العلمية والروحية للمملكة المغربية،
تنظم الجمعية المغربية للتراث والعلوم والحضارة بشراكة مع كلية الطب والصيدلة بفاس، الطبعة الثامنة للمؤتمر الدولي لفاس حول تاريخ الطب،
تحت عنوان» تاريخ الأوبئة ودور الحضارة العربية الإسلامية في تطور علم الأوبئة «، وذلك برحاب الكلية يومي 17 و18 دجنبر2020.
يمثل هذا الملتقى العلمي موعدا سنويا لتخليد ذكرى تدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لكلية الطب والصيدلة يوم 20 أكتوبر 1999،
ويعد قبلة لمختلف الفاعلين في الميدان الطبي والباحثين في تاريخ الطب.
تتزامن نسخة هذه السنة مع الظروف الخاصة التي يمر بها العالم، ولهذا السبب ارتأت اللجنة المنظمة إلى اعتماد صيغة تجمع بين ما هو افتراضي وحضوري، بحيث تعتمد على منهجية عمل تسهر بالأساس على ضمان سلامة جميع المشاركين، وذلك عن طريق احترام تام لكل ضوابط الصحة والسلامة (التعقيم، احترام التباعد…)، وبحضور محدود ومحدد مسبقا على أن تنقل جلساته مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعد موضوع هذه النسخة “تاريخ الأوبئة ودور الحضارة العربية الإسلامية في تطور علم الأوبئة”، امتداد للطبعة الثالثة للمؤتمر والتي تم خلالها مناقشة تاريخ الأوبئة، وقد تم اختيار هذا الموضوع من جديد نظرا لتزامن المؤتمر مع الحالة الوبائية التي يمر بها العالم وكذا من أجل التعمق أكثر وتسليط الضوء أكثر حول هذا الموضوع.
وفي هذا الصدد، تتجلى أبرز أهداف هذا المؤتمر في تثمين التراث غير المادي للحضارة الإسلامية وإبراز دور الأطباء المسلمين في بناء الحضارة الإنسانية من خلال نموذج الطب بأبعاده النظرية وتطبيقاته الميدانية، بالإضافة إلى تشجيع طلبة الطب على الاعتماد على تاريخ الطب في التكوين الأكاديمي والبحث العلمي وذلك من أجل ضمان المزاوجة بين الماضي والحاضر وجعله منارة للتطلع إلى مستقبل مشرق.
فيما تتمثل أبرز محاور هذه الطبعة في صرخات من تاريخ الجوائج والأوبئة بالمغرب، نظرة المجتمع للوباء، وكتابات المؤرخين المعاصرين عن الوباء من جهة، ومن جهة أخرى، الوباء والاستشفاء في تاريخ المغرب: التوجهات والاختيارات، جهود العرب والمسلمين في مواجهة الوباء، ثلاث رسائل أندلسية حول الطاعون، وكذا دور الحضارة العربية الإسلامية في تطور علوم الأوبئة: دراسة إستبمولوجية.
وقد تجاوز هذا الملتقى الدولي طابعه العلمي إلى كونه يشكل مجالا للانفتاح الثقافي والتلاقح الفكري والاجتماعي بين مختلف جنسيات العالم، وذلك بعد النجاح الكبير الذي شهدته الدورات السابقة والإقبال على المشاركة من مختلف الجهات على الصعيد الوطني والدولي. في هذا الصدد، يساهم في تنظيم هذا الملتقى كل من المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بالمملكة المتحدة «FSTC» ، مركز ابن البنا المراكشي للبحث والدراسات في تاريخ العلوم في الحضارة الإسلامية، الرابطة المحمدية للعلماء، الجمعية المغربية للجراحة، جمعية فاس سايس و كذا مؤسسة سيدي مشيش العلمي.