
فيلادلفيا – في مشهد مهيب غير مسبوق، تدفقت الجماهير المغربية، وعلى رأسها أنصار نادي الوداد الرياضي، على شوارع مدينة فيلادلفيا الأمريكية، في زحف جماهيري لافت حول المدينة إلى ساحة حمراء نابضة بالحياة، قبل المواجهة المرتقبة أمام نادي مانشستر سيتي الإنجليزي.
الأنصار، الذين توافدوا من مختلف الولايات والمدن الأمريكية، ومن أوروبا وحتى من المغرب، شكّلوا لوحة استثنائية في قلب المدينة، حيث تعالت الهتافات، ورفرفت الأعلام الوطنية، وصدحت حناجر الآلاف بأهازيج “الوينرز” التي تخترق الزمن والحدود.
لم تكن مجرد مباراة، بل لحظة رمزية، فيها تختلط مشاعر الانتماء للنادي العريق بروح الوطنية والاعتزاز بالهوية، حيث تحوّل الحدث الرياضي إلى تظاهرة ثقافية وحضارية عكست مدى تأثير الرياضة المغربية في الوجدان الجماعي، حتى من خارج الحدود.
وتأتي هذه التعبئة الجماهيرية الاستثنائية في وقت يواصل فيه نادي الوداد الرياضي تعزيز حضوره القاري والعالمي، متحدياً كبار الكرة العالمية، ومثبّتًا مكانته كأحد أعمدة الكرة المغربية التي صنعت مجدها بالتاريخ والعزيمة.
السلطات الأمريكية عبّرت عن انبهارها بحجم الحضور والانضباط الذي طبع مسيرات الجمهور المغربي، حيث تمت تعبئة قوات أمن إضافية لتأمين الأجواء دون تسجيل أي تجاوز، وهو ما يؤكد على الرقي السلوكي الذي بات يميز المشجع المغربي في كبريات التظاهرات الدولية.
من جهتهم، عبّر عدد من الأمريكيين عن إعجابهم بالحماس الجماهيري الاستثنائي الذي اجتاح مدينتهم، مؤكدين أن المشهد غير مألوف حتى في مباريات دوريهم المحلي، مما منح للمواجهة بين الوداد والسيتي بُعدًا جماهيريًا نادرًا.
الوداد، وإن واجه خصمًا عنيدًا في مانشستر سيتي، فقد دخل أرضية المعركة وهو محاط بجدار بشري من الحب والدعم، يؤكد أن القيم الرياضية المغربية لا تزال تُلهم وتُبهر، أينما حلّت.