المغرب

فوضى مؤتمرات الأحزاب وهشاشة العمل السياسي: الشباب والمواطنون في مرمى التداعيات

شهد المؤتمر المحلي للحركة الشعبية بسيدي بيبي أحداثا مؤسفة تمثلت في شجار وتخريب للطاولات والكراسي، وهو مشهد يعكس أزمة أعمق في أخلاق العمل السياسي وممارساته اليومية داخل بعض الأحزاب.

هذه الحوادث ليست مجرد وقائع معزولة، بل تكشف عن ضعف التكوين السياسي وهشاشة البرامج والأطر التنظيمية لدى عدد من الأحزاب، حيث تتحول اللقاءات والمؤتمرات من فضاء للتفكير والتخطيط إلى منابر للفوضى والصراعات الداخلية، بما ينعكس سلبا على تسيير المؤسسات الجماعية والخدمات المقدمة للمواطنين.

في كثير من الجماعات، يجد المواطنون أنفسهم ضحايا هذا الواقع المزري، فإما أن تقوم المعارضة بعرقلة الميزانيات وتجميد المشاريع، أو تتصرف الأغلبية بلا رقابة، دون مراعاة لمصالح الساكنة، ليصبح العمل السياسي بعيداً عن أهدافه الأساسية المتمثلة في تحسين حياة المواطن وبناء الثقة بين السلطة والمجتمع.

ويطرح هذا المشهد سؤالا محرجا: كيف يمكن لحزب لا يستطيع تأطير مؤتمراته الداخلية أن يؤدي دورا إيجابيا في تأطير المواطنين أو المشاركة في التنمية المحلية؟ فغياب الانضباط الداخلي والثقافة السياسية السليمة يؤدي حتما إلى نتائج سلبية تتجاوز حدود الاجتماعات الحزبية، لتصل إلى الخدمات العمومية ومشاريع التنمية الأساسية.

إن ما يحدث بسيدي بيبي يعكس ضرورة مراجعة الأحزاب لأساليب عملها، وتعزيز التكوين السياسي لأطرها، ووضع آليات واضحة لضمان الانضباط واحترام القواعد الداخلية، قبل التفكير في إدارة شؤون المواطنين. فالسياسة ليست مجرد صراعات لفظية أو صراع على المناصب، بل هي مسؤولية وطنية تتطلب قدرا كبيرا من الأخلاق والانضباط والبرامج الواقعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى