فوضى المقابر.. إلى متى تستمر مظاهر التسيب داخل المدن المغربية؟
مشهد صادم ذاك الذي تداولته منصات التواصل، ويظهر شابا منحدرا من دول إفريقيا جنوب الصحراء وهو يتخذ من إحدى المقابر الإسلامية مكانا للاستجمام، وسط قبور المغاربة، في مشهد يختصر حجم التسيب الذي بات يرافق وجود بعض المهاجرين غير النظاميين داخل التراب الوطني.ما جرى ليس حادثا معزولا، بل يعكس ظاهرة تتسع يوما بعد آخر، في ظل غياب الحزم وتراخي الجهات المسؤولة عن ضبط الفضاءات العمومية وفرض احترام حرمة الموتى والمرافق الدينية والاجتماعية. فكيف يُعقل أن تتحول المقابر إلى أماكن للاستراحة والجلوس؟ وأين هو احترام القوانين والأعراف التي تجمع عليها جميع المجتمعات؟صحيح أن المغرب يلتزم بتوجهات إنسانية في التعامل مع قضايا الهجرة، لكن هذا لا يعفي من ضرورة فرض احترام النظام العام، ومحاسبة كل من تسول له نفسه انتهاك حرمة المغاربة، أحياء أو أمواتا. فالمقابر الإسلامية ليست فضاء للتشرد أو المبيت أو التسكع، بل لها قدسيتها الرمزية والدينية.المطلوب اليوم هو إعادة ضبط المعايير، وفرض احترام القوانين، دون مجاملة أو تهاون. لأن غض الطرف عن مثل هذه السلوكيات لا ينتج سوى الفوضى، ويغذي الشعور باللاعدل داخل المجتمع المغربي، الذي ضاق ذرعا ببعض التصرفات الخارجة عن كل القيم.




