فضيحة رقمية تهز إيطاليا وتثير جدلا سياسيا واجتماعيا

تشهد الساحة الإيطالية زلزالا سياسيا واجتماعيا غير مسبوق بعد انفجار فضيحة رقمية صادمة، تمثلت في تسريب صور إباحية مزيفة لعدد من النساء البارزات، من بينهن رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، عبر منصة إلكترونية مثيرة للجدل.
ميلوني عبرت عن غضبها الشديد معتبرة ما حدث “اعتداء صارخا على كرامة المرأة” ودعت كل المتضررات إلى التوجه فورا إلى القضاء، مؤكدة أن ما جرى “يكشف الوجه البشع لانتهاك الحياة الخاصة تحت ستار المجهولية”.
المنصة المسماة “Phica” تنشط منذ سنوات وجمعت مئات الآلاف من المتابعين، حيث ظلت تعيد نشر صور محرّفة لسياسيات وشخصيات عامة في قوالب إباحية. الفضيحة طالت أيضا زعيمة المعارضة إيلي شلاين وشقيقة رئيسة الوزراء، إلى جانب برلمانيات وشخصيات عامة أخرى، ما جعل القضية تتحول إلى عاصفة سياسية بكل المقاييس.
وسائل الإعلام الإيطالية أكدت أن الشرطة تلقت عشرات الشكاوى وفتحت تحقيقات موسعة، بينما أعلن وزير الداخلية عن متابعة المتورطين قضائيا. في المقابل، دعت وزيرة المساواة بين الجنسين إلى إطلاق خطة عاجلة لمحاربة ما وصفته بـ”ثقافة الاغتصاب الرقمي” داخل المجتمع الإيطالي.
الصدمة تضاعفت بعدما تبين أن الفضيحة تأتي أياما فقط بعد إغلاق مجموعة فيسبوكية مشابهة تدعى “زوجتي”، كان أعضاؤها يتبادلون صورا خاصة لنساء دون علمهن. الأمر عزز المخاوف من اتساع موجة الاعتداءات الرقمية ضد النساء في إيطاليا.
مراقبون وصفوا ما يحدث بأنه منعطف خطير في معركة حماية الحقوق الرقمية، حيث تتعالى الأصوات المنادية بتشديد التشريعات وتوسيع العقوبات على منتهكي الحياة الخاصة. فيما ترى بعض القوى المعارضة أن القضية باتت تهدد الثقة في المنظومة السياسية برمتها.
القضية ما تزال تتفاعل بقوة، وبين مطالب بإنزال أقصى العقوبات على الجناة وتحذيرات من مخاطر الاستهانة بالانتهاكات الرقمية، تبدو إيطاليا مقبلة على نقاش عميق حول مستقبل الحريات الرقمية وحدودها أمام حماية الكرامة الإنسانية.




