
يعيش الرأي العام المحلي بمدينة تارودانت على وقع صدمة كبيرة بعد الاعتداء الشنيع الذي أقدم عليه مواطن فرنسي مقيم بالمدينة والمعروف ب الكاوري مول البيكالة في حق شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة. الحادث اعتبرته فعاليات حقوقية وسياسية واقعة خطيرة تمس القيم الانسانية ومبادئ العيش المشترك حيث خلف موجة غضب واسعة بين الساكنة التي طالبت بضرورة التعامل بحزم مع مثل هذه السلوكيات.
الاعتداء جاء ليكشف مجددا عن ازدواجية المعايير التي ينهجها الغرب في التعامل مع مثل هذه القضايا. ففي اسبانيا قامت الدنيا ولم تقعد عندما اتهم مغربي بالاعتداء على اسباني حيث تعرض المغاربة هناك لحملة عنصرية شرسة وشيطنة جماعية اما اليوم ومع فرنسي يعتدي على مواطن معاق في المغرب نجد محاولات للتقليل من حجم الجريمة وربما تبريرها بشكل غير مباشر.
الاعتداء على معاق لا يعد فقط فعلا اجراميا بل جريمة اخلاقية وانسانية تهدد قيم التضامن والاحترام المتبادل. الاعتذار لفرنسي في مثل هذه الحالة يعتبر استهتارا بكرامة المواطن المغربي ورسالة سلبية توحي بان الاجنبي محمي حتى عندما يخرق القانون.
القضية اليوم لم تعد حادثا فرديا بل اختبارا حقيقيا لمصداقية المؤسسات المغربية في فرض سيادة القانون على الجميع دون استثناء. المطالب واضحة بضرورة انزال اشد العقوبات ضد الجاني والتصدي بحزم لكل الاعتداءات التي تستهدف الفئات الهشة حتى لا يتكرر مثل هذا المشهد المهين.
ما وقع في تارودانت رسالة صريحة بان الصمت عن مثل هذه الافعال يعني شرعنتها والتواطؤ مع من يسعى الى اهانة كرامة المواطن المغربي. لا حصانة لاحد فوق القانون سواء كان فرنسيا او غيره.