فرنسا ترد على اتهامات واشنطن وتستدعي السفير الامريكي

دخلت العلاقات الفرنسية الامريكية في أجواء توتر دبلوماسي جديد بعدما قررت باريس استدعاء السفير الامريكي على خلفية تصريحات مثيرة للرئيس ايمانويل ماكرون. الاخير اتهم واشنطن بالتقاعس عن مواجهة معاداة السامية بشكل كاف، وهو ما اعتبرته السلطات الفرنسية ادعاءات غير مقبولة ولا تستند الى معطيات دقيقة.
الخطوة الفرنسية تأتي في سياق حساس يشهد فيه الغرب نقاشا واسعا حول تصاعد خطابات الكراهية والعنصرية. ماكرون، الذي جعل من محاربة معاداة السامية ركيزة في سياساته الداخلية والخارجية، اعتبر ان الولايات المتحدة لم تبذل الجهد الكافي لوقف هذه الظاهرة. غير ان الرد جاء سريعا من الخارجية الفرنسية التي اكدت ان تحميل فرنسا مسؤولية او التشكيك في التزاماتها غير عادل ولا يخدم التعاون القائم بين الحليفين.
استدعاء السفير الامريكي يبرز حجم الاستياء في باريس من هذه التصريحات، ويعكس ايضا رغبة فرنسا في الدفاع عن صورتها كبلد يقف تاريخيا ضد التمييز وخطاب الكراهية. في المقابل، قد تزيد هذه الازمة من تعقيد الملفات العالقة بين الطرفين، خاصة في ظل الحاجة الملحة الى تنسيق اوسع لمواجهة التحديات الدولية، سواء ما يتعلق بالهجرة او الارهاب او الازمات الجيوسياسية.
وبينما يرى مراقبون ان الخلاف قد يكون عابرا، يؤكد اخرون ان تكرار مثل هذه الاتهامات من شأنه ان يؤثر على الثقة المتبادلة بين باريس وواشنطن، في وقت يحتاج فيه الطرفان الى خطاب موحد لمواجهة تصاعد التطرف في العالم.