العالمالمغرب

استغلال السياح… ممارسة تسيء لصورة المغرب السياحية

لم تعد بعض الممارسات الشاذة التي تشهدها وجهات سياحية مغربية معزولة عن الأنظار، بل تحولت إلى ظاهرة تسيء إلى سمعة البلاد وتضرب في عمق الثقة التي يبنيها المغرب مع زواره. ما وقع في أورِيكة من فرض أسعار “خيالية” على الزبائن، ليس سوى نموذج واحد من سلوكيات تتكرر في عدد من المدن والمناطق السياحية، حيث يجد السائح نفسه أمام فواتير مبالغ فيها، سواء مقابل وجبة بسيطة أو مشروب أو حتى سلعة تافهة.

هذه التجاوزات، التي تصل أحيانا إلى بيع بضائع بأضعاف ثمنها الحقيقي للسياح الأجانب، لا تنسجم مع القيم الأخلاقية التي تربى عليها المغاربة، ولا مع الصورة التي يسعى البلد إلى تسويقها عالميا كمقصد مضياف يحترم ضيوفه. الأسوأ أن هذه الممارسات تزرع شعورا بالاستغلال لدى السائح، ما قد يدفعه إلى مقاطعة العودة أو نقل صورة سلبية عن تجربته لآخرين.

إن السياحة ليست مجرد مشهد جميل أو معلمة تاريخية، بل هي قبل كل شيء معاملة راقية تحترم الزائر وتمنحه قيمة مضافة مقابل ما يدفعه. لكن حين تتحول الضيافة إلى فرصة للابتزاز، نفقد أهم رأسمال في هذا القطاع: الثقة.

المطلوب اليوم هو تحرك جدي من السلطات والمهنيين لوضع ضوابط صارمة، ومراقبة الأسعار، وتكريس ثقافة تجارية نزيهة، حتى يبقى المغرب في عيون العالم بلد الكرم والأصالة، لا بلد المغالاة والاستغلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى