عيد الأضحى بدون أضاحي يرفع أسعار اللحوم.. وثمن “دوارة” الخروف يصل إلى 700 درهم

بعد القرار التاريخي القاضي بإلغاء شعيرة الأضحية خلال عيد الأضحى لهذه السنة، شهدت محلات الجزارة بالمغرب إقبالاً استثنائياً من طرف المواطنين الباحثين عن بديل للاحتفال العائلي في ظل غياب الأضاحي.
هذا الإقبال الكبير، الذي فاق كل التوقعات، تسبب في ارتفاع ملحوظ في أسعار اللحوم الحمراء، حيث بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم حوالي 90 درهماً، وسط توقعات بزيادات إضافية مع استمرار الطلب المتزايد.
وفي تصريح لموقعي الخبرية وصفروبربس، أكد محمد جابلي، رئيس الفيدرالية المغربية لمهنيي سلسلة الإنتاج الحيواني (FMAFE)، هذه الزيادة، مشيراً إلى أن السوق يشهد ضغطاً كبيراً بفعل رغبة الأسر المغربية في الاحتفال رغم غياب الأضاحي، وهو ما خلق طلباً غير مسبوق على لحوم الأغنام.
وأضاف جابلي أن “الدوارة” بدورها أصبحت هدفاً للكثير من المواطنين، حيث ارتفع ثمنها ليصل إلى 700 درهم، في مشهد يعكس تغيراً غير مألوف في عادات الاستهلاك المرتبطة بعيد الأضحى.
ورغم أن الأسعار شهدت انخفاضاً حاداً مباشرة بعد البلاغ الملكي الداعي إلى عدم أداء شعيرة الأضحية، والذي تسبب حينها في تراجع أسعار الماشية بنسبة قاربت 50%، فإن السوق سرعان ما استعاد زخمه، وعاد منحنى الأسعار إلى الارتفاع، مدفوعاً بالطلب القوي على لحوم العيد.
من جانبه، أوضح يوسف الأولجا، النائب الثاني للكاتب العام لجمعية منتجي اللحوم الحمراء بجهة الدار البيضاء-سطات، أن قرار جلالة الملك سيساهم في الحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية، مضيفاً أن استيراد الأغنام من الخارج لم يكن له تأثير يُذكر على الأسعار، رغم تخصيص 300 مليون درهم لاستيراد نحو 300 ألف رأس.
وبينما تعيش الأسر المغربية ظرفاً استثنائياً هذا العام في علاقة بعيد الأضحى، يبدو أن الأسواق ستستمر في التأثر بهذا التحول، وسط تساؤلات حول قدرة المهنيين والسلطات على ضبط الأسعار وتوفير اللحوم بجودة وكميات كافية تضمن استقرار السوق خلال هذه المرحلة الحساسة.