شهدت مقبرة عين دريج التابعة لإقليم وزان زوال الأحد اندلاع حريق مهول، ساعدت الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة في تسريع انتشاره بشكل ملحوظ. ألسنة اللهب امتدت بسرعة وأتت على أجزاء من محيط المقبرة وبعض المرافق القريبة، ما استدعى تدخلا عاجلا للسلطات المحلية وأجهزة الوقاية المدنية.
وفور الإشعار بالواقعة، هرعت فرق الإطفاء مدعومة بعناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية إلى عين المكان، حيث تمت محاصرة النيران والاشتغال على إخمادها باستعمال شاحنات صهريجية ووسائل أخرى مخصصة لمكافحة الحرائق. كما تمت تعبئة الموارد البشرية المتاحة لتفادي امتداد اللهب إلى نطاق أوسع.
ورغم هول المشهد الذي خلفه الحريق، فإن الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية، فيما يجري تقييم حجم الأضرار المادية بشكل دقيق. وقد أثارت هذه الواقعة نقاشا جديدا حول خطورة اندلاع الحرائق في الفضاءات العامة المفتوحة، خاصة في فترات الصيف التي تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة وتزايد قوة الرياح.
كما فتح الحريق الباب أمام تساؤلات حول الأسباب المباشرة التي تقف وراء اندلاعه، إذ لم تستبعد مصادر محلية أن تكون بعض السلوكات البشرية غير المسؤولة عاملا مساعدا، إلى جانب الظروف المناخية القاسية. ومن المرتقب أن تباشر المصالح المختصة تحقيقا لتحديد ملابسات الحادث بشكل كامل.
الحريق، وإن تم احتواؤه في ظرف وجيز، يبرز الحاجة إلى تعزيز الإجراءات الوقائية وتكثيف عمليات التنظيف داخل محيط المقابر والمناطق التي تعرف كثافة نباتية وأحراشا جافة، تفاديا لتكرار مثل هذه الحوادث التي باتت أكثر شيوعا مع تزايد موجات الحر في السنوات الأخيرة.
