المغرب

عندما تتحول الهجرة الى مقبرة

شهدت مقبرة سيدي امبارك بمدينة سبتة المحتلة يوم الجمعة مراسم وداع حزينة لثلاثة شبان مغاربة لقوا حتفهم غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو الضفة الأخرى. المأساة وقعت يوم العاشر من شتنبر، حين عثرت عناصر الحرس المدني الإسباني على الجثث في أماكن متفرقة: الأولى عند شاطئ سان أمارو، فيما جرفت الأمواج الجثتين الأخريين إلى محيط منطقتي الريسينتو وسارشال.

هذا المشهد المأساوي ليس الأول من نوعه، لكنه يعكس الوجه القاسي للهجرة غير النظامية، حيث تتحول أحلام الشباب في مستقبل أفضل إلى رحلات محفوفة بالموت. فبينما يرى هؤلاء في سبتة والضفة الأخرى بوابة للخلاص من البطالة والهشاشة الاجتماعية، يجدون أنفسهم في مواجهة قوارب متهالكة، أمواج عاتية، وحدود لا ترحم.

المراقبون يعتبرون أن تكرار مثل هذه المآسي يفرض طرح أسئلة عميقة حول مسؤولية السياسات العمومية في معالجة جذور الظاهرة. فالهجرة غير النظامية ليست مجرد مغامرة فردية، بل نتيجة مباشرة لانسداد الأفق أمام فئات واسعة من الشباب التي تشعر بالتهميش وغياب العدالة الاجتماعية.

في المقابل، يرى خبراء أن مواجهة الظاهرة تتطلب مقاربة شاملة، تقوم على توفير بدائل واقعية للشباب عبر الاستثمار في التعليم، التشغيل، والعدالة المجالية، بدل الاقتصار على الحلول الأمنية التي لم تمنع استمرار تدفق قوارب الموت.

دفن الشبان الثلاثة في تراب سبتة يذكر الجميع بأن البحر لم يعد مجرد معبر بين ضفتين، بل أصبح مقبرة مفتوحة تختبر ضمير المجتمع وتضع صانعي القرار أمام مسؤولياتهم التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى