مع اقتراب موسم الصيف، كثّف المغرب وإسبانيا تعاونهما لتأمين نجاح عملية مرحبا 2025، أكبر عملية عبور موسمية في أوروبا، والتي تهم ملايين المغاربة المقيمين بالخارج المتوجهين إلى أرض الوطن عبر الموانئ الإسبانية.
خطة موسعة واستعدادات مبكرة
انعقدت اللجنة المشتركة المغربية-الإسبانية في دورتها الـ36، يوم الأربعاء بمدينة قادس، لتنسيق الاستعدادات التقنية واللوجستية. وتشير التوقعات إلى ارتفاع بنسبة 5% في عدد العربات و4% في عدد المسافرين مقارنة بسنة 2024، التي سجلت أكثر من 3.4 ملايين مسافر و847 ألف مركبة.
ومن المرتقب برمجة 12,012 رحلة بحرية، أي زيادة بـ8.4% عن العام الماضي، عبر تسعة موانئ إسبانية رئيسية من بينها: الجزيرة الخضراء، سبتة، مليلية، ألميريا، فالنسيا، مالقة، موتريل، طريفة وأليكانتي.
أكثر من 29 ألف عنصر لتأمين العملية
أفاد وزارة الداخلية الإسبانية أن الخطة الخاصة للحماية المدنية ستعبّئ أزيد من 29,000 شخص، بينهم عناصر الأمن، أطر صحية، متطوعو الصليب الأحمر، مساعدين اجتماعيين، ومترجمين، إلى جانب انخراط 20 مؤسسة وطنية ومحلية.
وقد دعت فيرجينيا باركونيس، المديرة العامة للحماية المدنية الإسبانية، المسافرين إلى اقتناء التذاكر مسبقًا لتفادي الازدحام في الموانئ.
تنسيق نموذجي بين الرباط ومدريد
من جهتها، أشادت سوسانا كريسوستومو، كاتبة الدولة الإسبانية في الداخلية، بعملية مرحبا ووصفتها بأنها نموذج للتعاون الجيد بين بلدين جارين، مؤكدة على الصرامة والاحترافية في تدبير العملية من كلا الجانبين.
وترأس الوفد المغربي خالد الزروالي، مدير الهجرة ومراقبة الحدود، وكان مرفوقًا بممثلين عن وزارات ومؤسسات أمنية ودبلوماسية، أبرزهم مسؤولون من الدرك الملكي والسفارة المغربية بإسبانيا.
أهداف محورية لنجاح العبور
السلطات شددت على ثلاثة أهداف رئيسية لإنجاح العملية:
- مواكبة المغاربة خلال عبورهم للأراضي الإسبانية
- تأمين انسيابية حركة المرور
- تقليص مدة الانتظار في الموانئ
أكبر عملية عبور في أوروبا
منذ انطلاقها عام 1986، تُعتبر عملية مرحبا أضخم عملية تنظيم عبور موسمي في أوروبا، ومن بين الأكبر عالميًا، وتُجسد رمزًا لارتباط مغاربة المهجر بوطنهم. ويُنتظر أن تمر العملية عبر مرحلتين رئيسيتين: مرحلة الذهاب في يونيو ويوليوز، ومرحلة العودة خلال غشت وشتنبر، وسط تنسيق تقني مستمر بين الفرق المغربية والإسبانية، لضمان صيف آمن وسلس لملايين الأسر المغربية
