عمر تويمي بنجلون … عامل إقليم صفرو السابق الذي قاد نهضة تنموية شاملة بالإقليم

منذ تعيينه عاملًا على إقليم صفرو سنة 2019 بظهير شريف من الملك محمد السادس، عمل السيد عمر تويمي بنجلون على تكريس نموذج ناجح للمسؤول الترابي القريب من المواطنين والمحفّز للتنمية المحلية. فقد جاء إلى منصبه حاملاً رؤية واضحة للنهوض بالإقليم، وواعياً بأهمية دور عامل الإقليم في دفع عجلة التنمية على المستوى المحلي باعتباره همزة وصل بين السياسات المركزية وتطلعات الساكنة.
وشهد الإقليم إبان قيادته حراكاً تنموياً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث تمكن بنجلون عبر حكامة رشيدة وتواصل ميداني من تحقيق نتائج ملموسة كان لها أثر إيجابي مباشر على حياة السكان.
فيما يلي نظرة على أبرز منجزاته في مجالات البنية التحتية والتنمية القروية والتعليم والصحة والاستثمار والمبادرات الاجتماعية.
تعزيز البنية التحتية وتحسين الخدمات الأساسية
أولى عمر تويمي بنجلون اهتماماً خاصاً لتحديث البنية التحتية وتقوية الخدمات الأساسية في مختلف أنحاء الإقليم. ففي مواجهة تحديات ندرة المياه، أطلق عامل الإقليم مشاريع هيكلية لضمان الأمن المائي. من بين هذه المشاريع مشروع لتعزيز تزويد المدن والقرى بالماء الصالح للشرب عبر استغلال موارد عين تيمدرين وتاغيت، بميزانية تقارب 60 مليون درهم بتمويل من الشركاء. هذا المشروع الاستراتيجي، الذي سيتم إنجازه على مرحلتين بحلول 2026، سيساهم في حل أزمة الماء بشكل مستدام في مناطق رباط الخير والمنزل وجوارها، عبر رفع القدرة الإنتاجية للمياه بحوالي 180 لترًا في الثانية وتأمين خزن وتوزيع المياه عبر محطات ضخ وخزانات حديثة. إلى جانب ذلك، شهد الإقليم إطلاق مشروع محطة لمعالجة المياه العادمة لكل من مدينتي صفرو والبهاليل بطاقة معالجة تبلغ 10 آلاف متر مكعب يومياً. ورُصد لهذا المشروع البيئي الحيوي اعتماد مالي قدره 200 مليون درهم على أن يكتمل بحلول 2027. وستُمكّن هذه المحطة عند تشغيلها من إعادة استعمال المياه المعالجة في الري الأخضر والفلاحي، والحد من تلوث وادي أكاي والمحيط البيئي، مما يشكل إضافة نوعية للبنية التحتية البيئية في الإقليم.
لم تغب عن أجندة عامل صفرو مشاريع البنية التحتية الرياضية والاقتصادية لخدمة الساكنة. ففي مطلع 2025، تم تدشين منطقة صناعية حرفية جديدة بحي بودرهم بمدينة صفرو، إلى جانب افتتاح ملعبين للقرب للشباب. هذه المشاريع رُصد لها غلاف مالي قدره 21.7 مليون درهم بهدف تعزيز البنية التحتية المحلية ودعم الحرفيين وفتح فضاءات ترفيهية ورياضية للشباب. وقد حضر إطلاقها مسؤولون جهويون أبرزهم والي جهة فاس–مكناس، في دلالة على الاهتمام الكبير بتطوير البنية التحتية بالإقليم. وبالموازاة، عرف الإقليم خلال السنوات الأخيرة تحسينات مهمة على مستوى شبكة الطرق والمسالك خصوصاً في الوسط القروي، مما ساعد في فك العزلة عن عدد من الدواوير وربطها بمراكز الخدمات. وفي هذا الصدد، جرى تنفيذ برامج لتدارك الخصاص في البنيات التحتية الأساسية بالمناطق الأقل تجهيزاً (شملت 8 مشاريع بحوالي 9.8 مليون درهم)، ركزت على تعبيد الطرق القروية وتقوية شبكات الماء والكهرباء. هذه الجهود المتكاملة في قطاع البنية التحتية أرست الأساس الصلب لتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة في صفرو.
دفع التنمية القروية وتحسين معيشة سكان القرى
يشتهر إقليم صفرو بطابعه القروي وبتعدد جماعاته القروية، وقد عمل عمر تويمي بنجلون منذ توليه المسؤولية على تنفيذ رؤية تنموية تضع العالم القروي في قلب الأولويات. حرص عامل الإقليم على زيارات ميدانية متواصلة للقرى والدواوير للتواصل المباشر مع الساكنة والوقوف على احتياجاتهم، مما ساهم في بلورة حلول واقعية لمشاكلهم اليومية. وقد أطلق مبادرات فعالة لتحسين ظروف العيش في المناطق النائية عبر توفير الخدمات الأساسية من مياه صالحة للشرب وكهرباء وطرق ومرافق اجتماعية. فعلى سبيل المثال، ساهم مشروع تعزيز التزود بالماء من عين تيمادرين سالف الذكر في بشرى لفلاحي المنطقة بإمكانية رفع القيود عن حفر الآبار مستقبلاً لري أراضيهم، وذلك بفضل تأمين موارد مائية جديدة ومستدامة. كما جرى تأهيل عدة مسالك طرقية ريفية لتسهيل تنقل السكان والبضائع خاصة خلال فصل الشتاء، فضلاً عن دعم برامج الاستصلاح الفلاحي.
وفي إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، عرفت الجماعات القروية بإقليم صفرو تنفيذ مشاريع مدرة للدخل وداعمة لاستقرار السكان في قراهم. تم تعزيز البنية التحتية الاجتماعية عبر إنشاء مراكز قروية ومجمعات سوسيو-رياضية للقرب، إلى جانب دعم التعاونيات الفلاحية والحرفية التي توفر دخلاً للنساء والشباب القروي. ولعل مهرجان حب الملوك (الكرز) الشهير، الذي يُنظم سنوياً بمدينة صفرو، استفاد هو الآخر من دعم السلطات المحلية، حيث يتم تسليط الضوء على المنتوجات الفلاحية المحلية وتشجيع الفلاحين على الرفع من مردودية محاصيلهم ذات القيمة المضافة.
هذه المجهودات المتكاملة في التنمية القروية أثمرت انخفاضاً ملحوظاً في الفوارق المجالية وتحسناً في مؤشر رضى سكان القرى عن الخدمات المقدمة، وشكلت ركيزة أساسية لتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة في عموم الإقليم.
نهضة في قطاع التعليم ومحاربة الهدر المدرسي
شهد قطاع التعليم بإقليم صفرو طفرة نوعية خلال فترة تولي السيد بنجلون لمهامه، تجسدت في توسيع العرض المدرسي وتحسين جودة البنية التعليمية. في مستهل الموسم الدراسي 2024/2025، تم افتتاح ثانوية إعدادية جديدة باسم ابن الخطيب بجماعة سيدي خيار، والتي أشرف عامل الإقليم على تدشينها بالتزامن مع انطلاق الموسم. هذه المؤسسة الحديثة التجهيز تأتي ضمن جهود محاربة الهدر المدرسي في الوسط القروي وتحسين ظروف التمدرس للتلاميذ عبر توفير مؤسسات قرب ذات جودة. وبالإضافة إلى ذلك، عرف الإقليم خلال السنوات الأخيرة إنشاء خمس مؤسسات تعليمية جديدة بمختلف المستويات، في إطار تنفيذ خارطة الطريق الوطنية للتربية 2022-2026. وأسفر هذا التوسع عن ارتفاع عدد مؤسسات التعليم الابتدائي المصنفة “مؤسسات الريادة” من 4 إلى 23 مؤسسة ابتدائية، إلى جانب إضافة 3 مؤسسات جديدة في التعليم الإعدادي. هذه الأرقام تعكس نقلة نوعية غير مسبوقة في تعزيز البنية التعليمية بصفرو.
لم تتوقف جهود عامل الإقليم عند توسيع البنية التحتية المدرسية فحسب، بل شملت أيضًا تحسين جودة التعليم وتكافؤ الفرص. حيث تم الارتقاء بتجهيزات المؤسسات التعليمية وتحديث وسائلها البيداغوجية، بما فيها إدماج التعليم الأولي في عدد من القرى بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما جرى إطلاق برامج للدعم الاجتماعي والتربوي لتلاميذ الأسر المعوزة، من نقل مدرسي وإطعام مدرسي وتوزيع المحافظ في إطار مبادرة “مليون محفظة”. وأسهم التنسيق المحكم بين عامل صفرو ومديرية التربية الوطنية بالإقليم في تتبع الأوراش المفتوحة وتعبئة الموارد لإنجاح أوراش إصلاح التعليم محلياً. ونتيجة لهذه المجهودات، تحسنت معدلات التمدرس بالإقليم وتراجعت ظاهرة الهدر المدرسي خصوصاً في صفوف الفتيات بالمناطق القروية، ما يبشر بجيل صاعد متعلم ومؤهل للإسهام في تنمية منطقته.
ارتقاء بجودة الخدمات الصحية والعناية بصحة الأم والطفل
حظي قطاع الصحة بنصيب وافر من اهتمام عمر تويمي بنجلون، حيث بادر إلى دعم وتأهيل المؤسسات الصحية لتقريب الخدمات العلاجية من المواطنين. وفي هذا الإطار، تعزز العرض الصحي بالإقليم مطلع سنة 2025 بافتتاح مركزين صحيين حديثين: أحدهما مركز صحي حضري من المستوى الأول يحمل اسم مبارك البكاي، والآخر مركز مرجعي لصحة الأم والطفل. هذه المنشآت الجديدة جاءت ضمن برنامج جهوي للنهوض بالرعاية الصحية الأساسية، وستوفر لحوالي 164 ألف نسمة خدمات طبية متنوعة تشمل الفحوصات والعلاجات الأولية وتتبع صحة الأم والطفل والأمراض المزمنة، مع طاقم مؤهل وتجهيزات بيوطبية حديثة. ويُرتقب أن تساهم هذه المراكز في تخفيف الضغط على المستشفى الإقليمي محمد الخامس بصفرو وتحسين ولوج الساكنة للخدمات الصحية بالقرب.
واهتم عامل الإقليم بشكل خاص بمجال صحة الأم والطفل ضمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إدراكاً منه بأن الاستثمار في الأجيال الصاعدة ضمانة لمستقبل مشرق. وقد شهد الإقليم بين 2019 و2023 إنجاز 155 مشروعاً بكلفة تقارب 65 مليون درهم للنهوض بصحة الأم والطفل، ضمن البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية الخاص بتنمية الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة. وشملت هذه المشاريع تجهيز المراكز الصحية بالوسط القروي بالمعدات الطبية الضرورية، وتهيئة دور الأمومة ودعم تسييرها في كل من رباط الخير والمنزل وإيموزار كندر، حيث بات الإقليم يتوفر على 3 دور للأمومة تقدم خدمات الإيواء والرعاية للنساء الحوامل بالقرى النائية. كما تم اقتناء سيارات إسعاف ووحدات طبية متنقلة لتعزيز التكفل بالحالات المستعجلة في المداشر البعيدة. وبالتوازي، نُظمت حملات توعية واسعة حول التغذية السليمة للرضع وتشجيع الرضاعة الطبيعية وأهمية الرعاية في فترة الألف يوم الأولى من حياة الطفل، مما ساهم في رفع الوعي الصحي لدى الأسر. هذه المجهودات الصحية المتكاملة أثمرت تحسناً في المؤشرات الصحية بالإقليم، تجلى في خفض وفيات الأمهات والرضع وتحسين خدمات الرعاية الأولية، ويعكس ذلك التزام السيد العامل بتجسيد التوجيهات الملكية في مجال تعزيز المنظومة الصحية ودعم ورش الحماية الاجتماعية.
جذب الاستثمارات وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي
على صعيد التنمية الاقتصادية، نجح عمر تويمي بنجلون في خلق دينامية استثمارية مهمة بإقليم صفرو مستفيداً من المؤهلات المتنوعة التي يزخر بها. فقد عمل منذ البداية على تهيئة مناخ ملائم للأعمال وجلب المستثمرين، عبر تبسيط الإجراءات الإدارية وتحفيز المقاولين المحليين والأجانب على إطلاق مشاريعهم بالإقليم. وضمن هذا التوجه، شهدت الفترة الأخيرة المصادقة على عشرات المشاريع الاستثمارية الواعدة: فبحسب معطيات رسمية، صادقت اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار منذ سنة 2022 على 192 مشروعاً بإقليم صفرو باستثمارات إجمالية تفوق 2 مليار درهم. وحدها في الربع الأخير من سنة 2024 تمت المصادقة على مشاريع بقيمة 290 مليون درهم، مما يعكس تسارع وتيرة الاستثمار وارتفاع ثقة رجال الأعمال في آفاق الإقليم. هذه المشاريع تغطي مجالات متعددة من الصناعات الصغيرة والتحويلية والفلاحة والسياحة والخدمات، ومن المتوقع أن توفر فرص شغل مهمة خصوصاً لفئة الشباب، تماشياً مع التوجه الوطني لخلق فرص العمل وتحفيز الاقتصاد.
وبالموازاة مع جذب الاستثمارات الخاصة، استفاد الإقليم من استثمارات عمومية كبرى خلال السنوات الأخيرة لتحديث البنية الاقتصادية. فقد ضخت الدولة ما مجموعه 6 مليارات درهم في مشاريع عمومية بصفرو بين 2015 و2023، شملت قطاعات الطرق والسدود والماء والكهرباء والتعليم والصحة وغيرها. وأسهمت هذه الاستثمارات في تهيئة ظروف مواتية للنمو الاقتصادي ورفع جاذبية الإقليم. فعلى سبيل المثال، المنطقة الصناعية الحرفية الجديدة التي تم تدشينها بصفرو سنة 2025 ستوفر عشرات الوحدات الإنتاجية للصناع التقليديين والشركات الصغرى، مما سيمكن من إنعاش قطاع الصناعات الحرفية وخلق قيمة مضافة محلية. كذلك تم تنظيم ملتقيات تواصلية برئاسة عامل الإقليم جمعت الفاعلين والمستثمرين، بهدف إبراز مؤهلات صفرو الفلاحية والسياحية والبشرية وتشجيع إقامة مشاريع جديدة تواكب النموذج التنموي الجديد. هذه الجهود الشاملة بدأت تؤتي ثمارها من خلال ارتفاع ملحوظ في حجم الاستثمارات وتنوعها، الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي ويرسخ مكانة صفرو كوجهة واعدة للتنمية والاستثمار في جهة فاس–مكناس.
مبادرات اجتماعية رائدة وتحسين مؤشر التنمية البشرية
إلى جانب المشاريع المادية، اضطلع عمر تويمي بنجلون بدور محوري في إطلاق ودعم مبادرات اجتماعية وإنسانية ارتقت بمؤشر التنمية البشرية في الإقليم. فقد تبنّى تفعيل برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمرحلتيها الثالثة والرابعة بكل كفاءة، ما جعل صفرو نموذجاً في حسن توظيف هذا الورش الملكي لتحسين ظروف عيش الفئات الهشة. ووفق المعطيات الرسمية، تم خلال المرحلة الثالثة من المبادرة (2019-2025) برمجة 476 مشروعاً وعملية اجتماعية في إقليم صفرو بغلاف مالي ناهز 192مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بنسبة 95%. وتوزعت هذه المشاريع على مختلف برامج المبادرة، شملت دعم الولوج إلى الخدمات الأساسية في المناطق الناقصة التجهيز، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، ودعم التنمية البشرية للأجيال الصاعدة. وقد أثمرت هذه البرامج نتائج ملموسة: فعلى سبيل المثال، نُفّذت 38 مشروعاً لمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة بقيمة تفوق 9.1 مليون درهم، مما ساعد في إحداث فرق إيجابي في حياة الأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة عبر إنشاء مراكز للاستقبال والتأهيل ودعم الجمعيات النشيطة في المجال الاجتماعي. كما تم إطلاق 14 مشروعاً لتحسين الدخل لفائدة الشباب بقيمة تفوق 3.1 مليون درهم، تنوعت بين تكوينات مهنية ودعم مقاولات ناشئة ومشاريع مدرة للدخل بالوسطين الحضري والقروي.
وشملت المبادرات الاجتماعية كذلك دعم التمدرس ومحاربة الأمية وتنشيط الحياة الثقافية والرياضية. فقد جرى تنظيم قوافل طبية واجتماعية متعددة الاختصاصات وصلت إلى مختلف الجماعات، وقدمت خدمات مجانية في مجالات الصحة والبصر وتصحيح السمع لصالح المئات من المواطنين من ذوي الدخل المحدود. كما دعمت عمالة صفرو عبر قسم العمل الاجتماعي عشرات المشاريع لصالح الشباب، من ضمنها تأهيل دور الشباب وتجهيزها، وتدشين منصة للشباب بالإقليم بمواصفات عالية تهدف إلى مواكبة حاملي المشاريع وتوفير الإرشاد والتدريب اللازمين لولوج سوق الشغل أو إنشاء المقاولات. كذلك تم الاهتمام بتمكين المرأة القروية اقتصادياً عبر إنشاء وتطوير مراكز متعددة الاختصاصات للنساء في وضعية هشاشة (مثل المركز الجديد في جماعة المنزل)، وتوفير الدعم التقني والمالي لتأسيس تعاونيات نسائية ناجحة في مجالات الصناعات الغذائية والصناعة التقليدية. هذه الجهود الاجتماعية المتكاملة عززت الثقة بين السكان والإدارة، ورسخت شعوراً شاملاً بالاندماج في دينامية التنمية التي يعرفها الإقليم.
عامل الإقليم يقود جهود التنسيق لضمان الاستقرار وجعل الإقليم من بين أكثر المناطق أمانا
في ظل التحولات المتسارعة والتحديات الأمنية المتزايدة، تمكن إقليم صفرو من ترسيخ مكانته كواحد من أكثر الأقاليم أمانا على الصعيد الوطني، بفضل حكامة أمنية محكمة وإرادة قيادية واضحة جسدها عامل الإقليم، السيد عمر تويمي بنجلون.
ومنذ تعيينه على رأس عمالة الإقليم، أولى السيد العامل أولوية كبرى لتأمين المجال الترابي، من خلال نهج سياسة القرب وتفعيل التنسيق المستمر بين مختلف المصالح الأمنية، من درك ملكي وأمن وطني وقوات مساعدة ووقاية مدنية، إلى جانب السلطات المحلية التي ضاعفت من جهودها في التتبع والمراقبة والتدخل الاستباقي.
ولم تقتصر مقاربة عامل الإقليم على البعد الأمني الصرف، بل امتدت إلى محاربة مظاهر الهشاشة التي ذكرناها سابقا التي تشكل بيئة حاضنة للانحراف، وذلك عبر دعم المبادرات الاجتماعية والتنموية، وتوفير شروط الاستقرار عبر البرامج المندمجة، خصوصا تلك التي تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
في حصيلة ما يقارب ست سنوات من العمل المتواصل، استطاع عمر تويمي بنجلون أن يرسم معالم نهضة تنموية شاملة في إقليم صفرو، مرتكزاً على نهجه التشاركي مع مختلف الفعاليات المحلية. فقد قاد عامل الإقليم بتحلّيه بروح المسؤولية والانخراط الميداني عدة مبادرات رائدة أعطت دفعة قوية لمسار التنمية المجالية، وحقق إنجازات ملموسة في البنية التحتية وتحسين الخدمات وتعزيز جاذبية الاستثمار وجودة الحياة للساكنة. وبفضل هذه الجهود الحثيثة والنتائج المحققة، اختار إعلاميو الإقليم والجهة السيد عمر تويمي بنجلون شخصية العام تقديراً لعطائه بالإقليم، واعتبرته فعاليات عديدة نموذجاً لرجل السلطة المخلص لخدمة وطنه ومواطنيه، إنها قصة نجاح للتدبير الترابي الرشيد، حيث تضافرت جهود الجميع تحت القيادة الرشيدة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله لتحويل التطلعات إلى منجزات على أرض الواقع، وترسيخ ثقافة جديدة قوامها العمل الميداني والتواصل والقرب من المواطن في سبيل تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.