
مرة أخرى، تحاول عصابة البوليساريو قلب الحقائق وتضليل الرأي العام عبر إطلاق مزاعم واتهامات ضد المغرب لا تستند إلى أي دليل، متناسية سجلها المظلم في العمالة والتحالف مع الجماعات الإرهابية، وانغماسها العميق في شبكات التهريب والجريمة المنظمة التي تهدد الأمن الإقليمي. الخطاب العدائي الذي تروجه قيادات هذه العصابة ما هو إلا ستار لإخفاء فشلها الذريع وانكشاف حقيقتها أمام العالم.
التقارير الأممية والإفريقية وثقت مرارا تورط عناصر البوليساريو في علاقات مشبوهة مع تنظيمات إرهابية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا، من بينها جماعات مرتبطة بالقاعدة وداعش. هذه التحالفات لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج تفاهمات قائمة على تبادل الخدمات: العصابة توفر طرقا آمنة لعبور الأسلحة والذخيرة والمخدرات، مقابل تمويل ودعم لوجستي يحافظ على بقائها.
إغلاق موريتانيا للمنفذ الحدودي غير الشرعي الذي كانت العصابة تعتمد عليه شكل ضربة موجعة لاقتصادها القائم على التهريب. هذا المعبر كان شريانا رئيسيا لأنشطتها الإجرامية: تهريب الأدوية منتهية الصلاحية، والوقود المسروق، وترويج المخدرات بكميات ضخمة نحو أسواق غرب إفريقيا. ومع سقوط هذه الورقة، انكشف للعالم أن العصابة لا تملك أي مصدر تمويل نظيف أو مشروع.
أما في مخيمات تندوف، فالمشهد أكثر قتامة. آلاف المحتجزين يعيشون أوضاعا إنسانية مزرية، محرومين من حرية الحركة والكلمة، تحت رقابة أمنية خانقة. منظمات حقوقية دولية وثقت حالات اختفاء قسري، وتعذيب، وحرمان من المساعدات التي تتحول إلى سلعة في السوق السوداء لتمويل حياة البذخ لقيادات العصابة.
تصعيد الخطاب ضد المغرب ليس سوى محاولة يائسة من العصابة للهروب إلى الأمام بعد تراجع الدعم الخارجي وتزايد الانتقادات الدولية لفسادها وفشلها. بدلا من مواجهة الانهيار الداخلي، تواصل العصابة إشعال الأزمات وإثارة الفوضى في المنطقة، خدمة لأجندات أجنبية تسعى لإبقاء الوضع على ما هو عليه.
من يزعم الدفاع عن “حقوق الصحراويين” عليه أولا أن يبرر تحالفه مع الإرهابيين، وأن يشرح للعالم أسباب احتجاز الأبرياء في تندوف، وأين تذهب المساعدات الدولية التي تنهب أمام أعين الجميع. الحقيقة الواضحة أن عصابة البوليساريو، التي فقدت أوراقها السياسية والعسكرية، تحولت إلى كيان معزول يعيش على الابتزاز والفوضى، وتستخدم الأكاذيب كسلاحها الأخير للتغطية على جرائمها.




