في تحول مفاجئ قد يبدو للبعض متناقضا، عادت عصابة البوليساريو لتقدم الحكم الذاتي كأحد اشكال تقرير المصير للشعب الصحراوي، بعد اسابيع فقط من وصفها له بالمشروع الوهمي والمسرحية المكشوفة.
ويعكس هذا التغيير المفاجئ في المواقف حالة من الارتباك والانعطاف في خطاب العصابة، حيث كانت طوال السنوات الماضية ترفض كل المقترحات العملية التي تقدمها المملكة المغربية من اجل تسوية النزاع في الصحراء المغربية، معتبرة اياها محاولات لتهميش مطالب الانفصال.
الا ان العودة المفاجئة الى موقف اكثر قبول للحكم الذاتي، حتى لو تم تقديمه تحت عنوان تقرير المصير، تطرح تساؤلات حول الاستراتيجية الحقيقية للعصابة وقدرتها على الاصطفاف وراء موقف ثابت وواضح.
هذه التغيرات المفاجئة ليست سوى انعكاس للضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها العصابة، فضلا عن الارقام المتغيرة على الميدان والواقع السياسي الدولي الذي يفرض قراءة اكثر عقلانية للنزاع المفتعل.
وفي المقابل، يمثل موقف المغرب ثباتا واستمرارية في تقديم الحلول الواقعية والملائمة التي تحمي مصالح الشعب الصحراوي وتحقق التنمية والاستقرار بالمنطقة، الامر الذي يضع العصابة في موقف دفاعي دائما ويجعل كل تقلب في مواقفها محل متابعة دولية وانتقادات داخلية.
وبذلك، يظهر مرة اخرى ان مواقف عصابة البوليساريو تتغير حسب الظروف اكثر من كونها مبنية على استراتيجية واضحة، فيما يواصل المغرب تثبيت سيادته على صحرائه وتقديم الحلول العملية والمستدامة لقضية طال امدها.
