صفرو

عاشوراء.. مناسبة لتصفية الحسابات عن طريق “المجامر”

playstore

أمينة اوسعيد

تفصلنا أيام معدودة عن عاشوراء وهو من أيام الله المشهودة، وله شأنٌ عظيم في قلوب المؤمنين، حيث يستحضرون فيه نصرة الله تعالى لأنبيائه، ويستذكرون أنّه اليوم الذي نجّى الله -سبحانه-فيه موسى -عليه السلام-من فرعون وجنده، بعد أنْ أغرقهم الله، وكفّ أذاهم عن موسى ومن آمن معه، في مشهد يُرسّخ الإيمان بالنّصر والتمكين في قلوب الصابرين على دينهم، وقد كان موسى -عليه السلام-يصوم هذا اليوم شكرا لله.
لكن هناك من يستغل هذه المناسبة لتصفية الحسابات وتجديد العهد مع الجن والشيطان و”تحريك المجامر” وإحياء هذه الذكرى بطقوس شيطانية تعتمد على السحر والشعوذة. ويكون الإقبال كبيرا خلال الأيام التي تسبق يوم عاشوراء على “العشابة” الذين يبيعون الوهم لضعاف القلوب والذين يعلقون إخفاقاتهم في الحياة على شماعة السحر. كما ترتفع أسهم العرافين المتعاطين للشعوذة خلال هذه المناسبة بالذات. نظرا للخرافات التي ارتبطت بهذا اليوم وشكلت جزءا من الموروث الثقافي الشعبي للمجتمع المغربي.
وتعتبر مدينة صفرو من بين أكثر المدن التي ألصقت بها تهمة السحر والشعوذة نظرا لتواجد ضريح “سيدي علي بوسرغين” الذي اتخذ منه بعض ممارسي الشعوذة مزارا لتعليق التمائم وتخضيب جدرانه بالحناء. إلى جانب مكان آخر بالقرب من الضريح يسمى “للا رقية” والذي يلجأ إليه المعتقدون بالسحر ومفعوله الخارق ويقومون بإشعال الشموع في زوايا الضريح وتلاوة التعاويذ التي وصفها “الفقيه”. وهناك من ذهب إلى حد تصنيف هذا النوع من الزيارات التي يعرفها الضريح من مختلف مدن المغرب ضمن السياحة الروحية والتي تذر مداخيل مهمة على من يمتهنون الشعوذة.
وتختلف الفئات التي تأتي العرافين وتؤمن بقواهم الخارقة في جلب الحبيب ورد الغائب وحل كل المشكلات المعقدة التي لا حل لها. فنجد النساء والرجال على حد السواء من مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية يطرقون أبواب “الفقيه” و”الشوافة” بحثا عن إجابات لتساؤلاتهم التي لا يستطيعون تفسيرها منطقيا ويلقونها بين كفي القوى الغيبية والسحر والشعوذة.
وقد استطاع المشعوذون مواكبة التطور الحاصل في عالم التكنولوجيا الرقمية. ووجدوا لهم موطأ قدم في أرضيتها الخصبة. فأصبحوا يروجون لأفعالهم الروحانية عن طريق صفحات الفيسبوك وقنوات اليوتوب ويحصدون ألاف اللايكات والمشاهدات. ويعرضون خدماتهم على الهواء في بث مباشر يتابعه الكثيرون.
نرى في مدينة صفرو الكثير من المجانين. نصادفهم يجوبون الشوارع بثيابهم الرثة وهيئتهم المتسخة وإن نبشنا في ماضيهم نجد أن خلف قصة بعضهم “مجمر” أحرق عقولهم وتعويذة مشعوذ عبثت بحياتهم.  قد يكون للجهل دور كبير في تعاطي شريحة واسعة من المجتمع للسحر والشعوذة كما يساهم الفقر والبطالة في اعتقاد الكثيرين بالقوى الخارقة للمشعوذين.

sefroupress
playstore

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا