مباشرة مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي، انطلقت أشغال البناء بمدرسة الرياض ببلدية المنزل، قصد تهيئة مدخل المؤسسة وتجديد بابها.. حيث فوجئ التلاميذ بخندق عريض يسد الطريق في وجه دخولهم للمدرسة، مما أدى إلى توقف الدراسة إلى حين استكمال أشغال البناء، والتي يبدو جليا أنها ستستمر لأيام أخرى..
آباء التلاميذ تابعوا بطء الأشغال بحسرة كبيرة، وهم يرون أن مصلحة أبنائهم هي آخر ما يتم التفكير فيه، متسائلين باستغراب وارتياب: لماذا لم تنجز أشغال البناء هذه طيلة العطلة الصيفية؟ ولماذا تم تأجيلها لتتزامن مع مطلع السنة الدراسية؟
انطلاقة الموسم الجديد أيضا حملت هموما كبيرة لأولياء التلاميذ بعدة جماعات قروية بإقليم صفرو، بعد سياسة الأقسام المشتركة التي تم التركيز عليها بعمق كبير، عبر ضم عدة مستويات وإسنادها لأستاذ واحد. فأصبح من الطبيعي جدا أن يدرس نفس الأستاذ أربعة مستويات دفعة واحدة ـ 3و4و5و6 عربية أوفرنسية ـ وبعد أن كانت الأقسام المشتركة تمثل الاستثناء داخل المنظومة التعليمية. أضحت اليوم تشكل حقيقة وواقعا، والنادر أن تعثر على قسم مستقل بداخل مجموعة مدرسية.. حتى باتت هذه الظاهرة تزحف ببطء نحو المدن..
السياسة العقيمة التي أدت إلى اعتماد الأقسام المشتركة ـ وإن كان البعض يجد لها ما يبررها ـ فقد ساهمت بشكل كبير في غياب الجودة، وأدت إلى نتائج كارثية، وكانت دائما تتم على حساب مصلحة التلميذ التي تم تغييبها في الأمر، وساهمت بشكل كبير في تراجع مستوى التعليم ببلادنا؛ وهجرة التلاميذ نحو التعليم الخصوصي.
والغريب في الأمر، أنه في الوقت الذي تسعى فيه الدولة جاهدة إلى إصلاح المنظومة التعليمية، وتجاوز المراكز الأخيرة التي تقبع فيها، فإنه يتم اللجوء إلى الحلول العقيمة ـ الأقسام المشتركة ـ بشكل ملح ليتم تكريس الوضع المتردي، مع استمرار غياب الفاعلية، عبر معالجة الداء بالداء، وتبني الحلول الترقيعية ثم انتظار النتائج الإيجابية..
