إيدانا بانطلاق الاستعدادات الرسمية للاحتفال بمائوية مهرجان حب الملوك ، قام المجلس الجماعي لصفرو بشراكة مع وزارة الثقافة و التواصل بغرس 100 شجرة حب الملوك بالمساحات الخضراء للمدينة وبعض المؤسسات العمومية كخطوة رمزية تشير لمائة سنة من الاحتفالات.
وعرف الحفل حضور السيد عمر التويمي بنجلون عامل إقليم صفرو السيدة ماليزي سميرة الكاتبة العامة لوزارة الثقافة والكاتب العام للعمالة ورئيس المنطقة الإقليمية للأمن بصفرو وباشا مدينة صفرو ورئيس المجلس الجماعي وشخصيات مدنية وعسكرية.
ومعلوم أن مهرجان حب الملوك يعتبر قيدوم المهرجانات بالمغرب و مصنف ضمن أقدم 10 مهرجانات عالمية، و قد اكتسب المهرجان صفة تراث إنساني لا مادي للإنسانية سنة 2012 بفضل مجهودات فعاليات المجتمع المدني بالمدينة.
ويعتبر المهرجان قيمة إنسانية كبيرة في مدينة اشتهرت بقيم التسامح و التعايش على امتداد الأجيال ، إذ تعايشت فيها مختلف الديانات و الحساسيات ، و بالتالي كانت المشاركة في المهرجان تشمل كل الحساسيات الموجودة بالمدينة.
وعبرت السيدة ماليزي سميرة الكاتبة العامة لوزارة الثقافة في تصريح لجريدة صفروبريس عن سعادتها بحضور فعاليات حفل الاستعداد لتخليد الذكرى المئوية لمهرجان حب الملوك ، و تقدمت بالشكر الجزيل إلى السيد عامل الإقليم و رئيس الجماعة ، و فعاليات المجتمع المدني و السلطات المحلية على هذا التفاعل و الانخراط و الحضور و هو ما يدل على حب ساكنة مدينة صفرو لقيمها و ثقافتها المتوارثة من جيل لآخر.
كما نوهت السيدة الكاتبة العامة لوزارة الثقافة باعتزاز المغاربة بتراثهم سواء المادي أو اللامادي بما فيه مهرجان حب الملوك في المنظومة التنموية الشاملة تحت رعاية جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الذي يؤكد دائما على الحفاظ على موروثنا الثقافي و تراثنا بصفة عامة،
و أضافت ذات المتحدثة أن تطور المهرجان منذ سنوات و إلتزامه بالمعايير الدولية جعله يحظى بصفة تراث لامادي للإنسانية منذ سنة 2012 و هو ما يدل على ان المهرجان يستحق هذا التنويه، مؤكدة أن هذا الحفل يجدد علاقة المواطن المغربي بالأرض و بشجرة الكرز و بمهرجان حب الملوك،مشددة على التزام وزارة الثقافة و الشباب و التواصل بدعم المهرجان ليكون في أبهى حلة خلال هذه الدورة خاصة و أنه يحتفل بذكراه المائوية.
في نفس السياق أكد السيد لحسن عسو المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بصفرو أن سلسلة الكرز تعتبر من أهم سلاسل الأشجار المثمرة التي يتميز بها إقليم صفرو ، و تمتد هذه السلسلة على مساحة 400 هكتار بمنتوج إجمالي من فاكهة الكرز يقدر ب 4200 طن أي بمعدل 10،5 طن للهكتار .
كما أكد السيد عسو أن هذه السلسلة توفر 45 ألف يوم عمل لليد العاملة برقم معاملات يصل إلى 65 مليون درهم، و تابع بالقول أن سلسلة حب الملوك قد عرفت تطورا كبيرا ضمن استراتيجية الجيل الأخضر التي تولي أهمية خاصة لسلسلة شجرة حب الملوك، كما يحظى قطاع إنتاج الكرز باستثمارات جد مهمة إضافة إلى دعم مهم أيضا من وزارة الفلاحة ، و خاصة على مستوى صندوق التنمية الفلاحية سواء بتوفير الأغراس أو السقي بالتنقيط أو تأطير الفلاحين وغير ذلك من العمليات ذات الوقع الإيجابي سواء على الإنتاجية أو جودة المنتوج و الرفع من دخل الفلاحين.
جدير بالذكر أن مهرجان حب الملوك تأسس بمدينة صفرو سنة 1919، إبان الحماية الفرنسية، ويشهد تاريخ المدينة على شيوع قيم التسامح والتعايش التي عرف بها أهل مدينة صفرو بين مكوناتها الثقافية والدينية الثلاث، إذ تجتمع كل مكونات مدينة صفرو للاحتفال بموسم حب الملوك خلال شهر يونيو، وانتخاب ملكة حب الملوك ووصيفاتها.
وتستمر احتفالات مهرجان حب الملوك أربعة أيام بانخراط تام لسكان المدينة، ويمثل هذا الملتقى مناسبة سانحة للتواصل واحياء عُرَى المودة والأواصر الإنسانية والاجتماعية داخل مدينة عريقة عرفت بتسامح أهلها وتَبَنِّيهِم لقيم العيش المشترك الآمن.
كما يمثل الاحتفاء بحب الملوك، فرصة لإنعاش الاقتصاد المتصل بالتراث غير المادي لمدينة صفرو والإرث الثقافي للجهة بكاملها، إرث مديني عريق، سِمَته التعدد والتنوع والثراء سواء في صناعاته اليدوية أو ما يتصل بمنتجاته المحلية.
