
شهدت العاصمة البوركينابية واغادوغو توقيع اتفاق تاريخي يمنح تحالفا مغربيا مكونا من شركتين وطنيتين كبرى، صفقة إنجاز طريق استراتيجي يربط بين واغادوغو في بوركينا فاسو ومدينة باماكو في مالي، في مشروع يوصف بأنه الأكبر من نوعه على مستوى القارة الإفريقية.
المشروع، الذي يأتي بتمويل من قرض صيني موجه لدعم البنية التحتية الإفريقية، يهدف إلى تعزيز الربط البري بين دول غرب إفريقيا، وفتح آفاق جديدة أمام حركة التجارة والاستثمار، بما يسهم في تسهيل نقل البضائع والأفراد، وتخفيض كلفة الخدمات اللوجستية في منطقة تعاني منذ عقود من ضعف البنية التحتية.
ويمثل فوز الشركات المغربية بهذه الصفقة دليلا على المكانة المتنامية للمغرب كشريك موثوق في القارة الإفريقية، وقادر على تنفيذ مشاريع كبرى ذات بعد استراتيجي. كما يعكس قدرة المقاولات الوطنية على المنافسة في السوق الإفريقية، وتقديم حلول هندسية وتقنية تتماشى مع المعايير الدولية، مع مراعاة خصوصيات كل منطقة.
ويحمل المشروع أبعادا اقتصادية وسياسية هامة، إذ من المنتظر أن يساهم في تحفيز التبادل التجاري بين بلدان الساحل وغرب إفريقيا، وربط الأسواق الداخلية لهذه الدول بالموانئ البحرية على المحيط الأطلسي عبر شبكة الطرق المغربية، ما يعزز موقع المغرب كبوابة رئيسية نحو القارة.
كما أن هذا الإنجاز يندرج ضمن رؤية المملكة لتعميق التعاون جنوب-جنوب، وترسيخ حضورها في مشاريع البنية التحتية خارج حدودها، بما يعكس التزامها بالمساهمة في تنمية القارة الإفريقية، ويدعم توجهها نحو شراكات استراتيجية متعددة الأبعاد.
ومن المرتقب أن يفتح الطريق آفاقا جديدة أمام الاستثمارات المشتركة بين المغرب ودول غرب إفريقيا، خاصة في قطاعات الخدمات اللوجستية، والنقل، والتجارة البينية، كما سيوفر فرص عمل محلية مباشرة وغير مباشرة، ويساهم في إنعاش الاقتصاديات المحلية على طول مساره.
هذا المشروع العملاق يشكل محطة بارزة في سجل التعاون المغربي الإفريقي، ورسالة واضحة بأن المقاولات المغربية باتت لاعبا رئيسيا في رسم ملامح مستقبل البنية التحتية بالقارة السمراء.




