المغربصفرو

شباب حي الرشاد بصفرو… نموذج في روح المبادرة والعمل التطوعي

يعد العمل التطوعي من اسماء مظاهر المواطنة الحقة والتضامن الاجتماعي، فهو يجسد روح العطاء والانتماء، ويعبر عن وعي الافراد بمسؤوليتهم تجاه محيطهم. وفي هذا السياق المشرق، برزت مبادرة مميزة من شباب حي الرشاد بمدينة صفرو، الذين قرروا ان يأخذوا زمام المبادرة بايديهم لاصلاح المنتزه المحلي الذي عانى طويلا من الاهمال والتدهور.

تنطلق هذه المبادرة يوم الاثنين 20 اكتوبر 2025، بمشاركة شبان وشابات من ابناء الحي، حملوا معهم ادوات العمل وحماس التغيير، ليباشروا تنظيف الفضاء العام، وصباغة الكراسي والجدران، وترميم الالعاب القديمة التي كانت مصدر فرح لاطفال الحي، اضافة الى غرس الاشجار والورود التي ستمنح المكان حياة جديدة وجمالا متجددا.

هذه الخطوة النبيلة لم تات من فراغ، بل من احساس عميق بالمسؤولية تجاه المدينة والحي. فقد لاحظ الشباب تدهور المنتزه، فاختاروا الفعل بدل الانتظار، مؤمنين بان التغيير يبدأ من المبادرات البسيطة التي تحدث اثرا كبيرا. وقد لاقت المبادرة تجاوبا واسعا من سكان الحي، الذين عبروا عن فخرهم بهذا العمل التطوعي، وساهموا بدورهم في الدعم المادي والمعنوي.

لكن في المقابل، برز غياب واضح لدور المجلس الجماعي الذي من المفترض ان يتحمل مسؤوليته في صيانة الفضاءات العمومية والعناية بها. فالاهمال الذي طال المنتزه لم يكن ليصل الى هذا الحد لولا تقاعس الجهات المسؤولة عن التدخل في الوقت المناسب. ورغم ذلك، اثبت شباب الحي ان روح المواطنة اقوى من الاهمال، وان المبادرة الشعبية يمكن ان تملأ الفراغ الذي تتركه المؤسسات.

ان مبادرة شباب حي الرشاد لا تمثل مجرد اصلاح لمكان، بل رسالة امل تعيد الثقة في قدرة الشباب المغربي على التغيير الايجابي متى توفرت الارادة وروح المواطنة. فهي تؤكد ان العمل الجماعي والتطوع يمكن ان يصنعا الفرق، وان الجمال يمكن ان يولد من رحم المبادرة والمسؤولية.

و تبقى هذه التجربة مثالا يحتذى به في باقي الاحياء والمدن، ودعوة صريحة الى نشر ثقافة التطوع والعطاء بين صفوف الشباب، مع ضرورة ان تتحمل المؤسسات المنتخبة مسؤولياتها حتى لا تبقى مثل هذه الجهود الفردية بديلا دائما عن العمل الجماعي المنظم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى