المغرب

سياق حساس يُحرج الجزائر: رئاسة روسيا لمجلس الأمن تعزز واقعية المقترح المغربي في ملف الصحراء

مع اقتراب روسيا من تولي الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي في أكتوبر المقبل، تتجه الأنظار إلى موقف موسكو من ملف الصحراء المغربية، في ظل تحولات إقليمية ودولية تُرجّح كفة الحل المغربي القائم على الحكم الذاتي، مقابل تآكل مصداقية الطرح الانفصالي المدعوم من الجزائر.

موسكو بين الرباط والجزائر… توازن محسوب

على الرغم من أن روسيا تُحافظ على علاقات معقدة مع كل من المغرب والجزائر، إلا أن نهجها البراغماتي بعد الحرب الباردة مكّنها من الحفاظ على خط متوازن. إذ لم يسبق لها أن اعترفت بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، وحرصت على عدم الانخراط في مغامرات أيديولوجية لصالح جبهة البوليساريو.

وبحسب الباحث سعيد بوشكوك، فإن روسيا، كقوة عالمية، تسعى إلى حماية مصالحها الحيوية في شمال إفريقيا من خلال الجمع بين الشراكات الاستراتيجية، الاقتصادية والعسكرية، دون أن تقع في فخ الانحياز الأيديولوجي الذي لم يعد صالحًا في ميزان العلاقات الدولية.

دعم متزايد للمقترح المغربي

تشير المعطيات إلى أن آخر إحاطة للمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا أفرزت إجماعًا حول جدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007، والمدعوم من قِبل قوى كبرى مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وإسبانيا.

ويُنتظر خلال فترة رئاسة روسيا لمجلس الأمن، أن يُعرض نص قرار جديد بشأن الملف، قد يحمل صياغات أكثر وضوحًا تُكرس واقعيا تفوق المقترح المغربي كحل وحيد وواقعي لإنهاء هذا النزاع المفتعل.

مؤشرات التقارب المغربي الروسي

يُشير المحلل ديدي بيبوت إلى أن العلاقات المغربية الروسية عرفت تطورًا لافتًا، لا سيما منذ زيارة الملك محمد السادس إلى موسكو وتوقيع اتفاقيات استراتيجية. كما تحظى الحيادية المغربية في الحرب الروسية الأوكرانية بتقدير خاص لدى الكرملين، وهو ما يفسر رفض موسكو لمحاولات الجزائر تمرير البوليساريو في مؤتمرات دولية مثل قمة روسيا-إفريقيا الأخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WeCreativez WhatsApp Support
فريق صفروبريس في الاستماع
مرحبا