المغرب

سرقة مدهشة تطيح بمليون يورو من قلب باريس وتربك السلطات الأمنية الفرنسية

في عملية وصفت بالأكثر دقة وتنظيما خلال العام الجاري، شهدت العاصمة الفرنسية باريس عملية سطو جريئة استهدفت متجرا شهيرا للسلع الفاخرة، يقع في قلب الدائرة الثامنة بشارع فوبور سانت أونوريه، المعروف باستقطابه لزوار من كبار الشخصيات والمشاهير.

العملية وقعت فجر الأحد 6 يوليوز، عندما تمكنت عصابة مجهولة من التسلل إلى الطابق الرابع للمبنى الذي يحتضن المتجر، ثم النزول عبر الواجهة الخلفية إلى داخله، بعد تعطيل منظومة الإنذار دون إثارة أي ضجيج، في مشهد أثار دهشة المحققين الذين لم يسجلوا أي إخفاق في الإعداد أو التنفيذ.

وبحسب المعطيات الأولية، فقد استغرقت العملية أقل من عشرين دقيقة، نجح خلالها اللصوص في جمع أكثر من مئة حقيبة فاخرة تحمل علامات عالمية شهيرة مثل إيرميس وشانيل وديور، دون أن يتركوا خلفهم أثرا واضحا يمكن أن يساعد في تحديد هويتهم.

القيمة التقديرية للمسروقات تجاوزت مليون يورو، ما يجعل من هذه العملية واحدة من أكبر السرقات المنظمة التي تطال المتاجر الراقية في باريس خلال السنوات الأخيرة، خصوصا أن الأمر لم يكن يتعلق بسلب عشوائي، بل باقتحام مدروس تضمن تعطيل تقني لأنظمة الحماية وكاميرات المراقبة.

وقد باشرت النيابة العامة تحقيقا عاجلا في الحادث، مع إحالة الملف على فرقة مكافحة العصابات المختصة، في وقت لم تسجل فيه أي إصابات جسدية أو اعتقالات إلى حدود اللحظة، ما يزيد من غموض هذه الجريمة التي تبدو وكأنها نفذت بأياد محترفة ومدربة.

وفي الوقت الذي تستمر فيه السلطات الأمنية في تمشيط المنطقة وتحليل التسجيلات التقنية، أعرب مسؤولو المتجر عن صدمتهم من الطريقة الاحترافية التي نفذت بها العملية، واصفين ما جرى بكونه ضربة موجعة لقطاع التجارة الفاخرة، وتحديا صريحا للأمن الحضري في قلب باريس.

ويعيد هذا الحادث النقاش من جديد حول قدرة أجهزة الأمن الفرنسية على حماية الأحياء الراقية من الاختراقات الإجرامية، خاصة في ظل تصاعد أنشطة العصابات العابرة للحدود، والتي تستفيد من الفوضى التقنية والتواطؤ أحيانا مع عناصر لها معرفة دقيقة بالبنية الأمنية للمتاجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى