سبعيام ديال الباكور سلات”

أمينة أوسعيد
بعد انتهاء “سبعيام ديال الباكور ” وعودة مدينة صفرو لسكونها المعتاد، يمكن الآن أن نتحدث عن شيخ المهرجانات بكل هدوء وتحليل ما حدث خلال هذه النسخة بكل موضوعية..
تعود فكرة إشراك وزارة الثقافة والتواصل في تنظيم فقرات مهرجان حب الملوك إلى سنة 2017ـ 2018. كان الهدف من هذا الاقتراح أن تقف الوزارة على الأنشطة المرتبطة بالثقافة وتستفيد الجماعة من إمكانيات الوزارة في استقدام الفنانين والفنانات وتَحَمُّل جزء من تكاليف المهرجان..
خلال سنة 2019 حلت جائحة كرونا وأُلغيت جميع المهرجانات في إطار التدابير الاحترازية التي رافقت الجائحة. استمر التوقف بعدها 3 سنوات أخرى، وأتذكر جيدا خلال النسخة 99 من المهرجان بعد مد وجرز وصراع بين جمعيات بعينها أرادت أن تشرف على تنظيم المهرجان، خرجت الجماعة ببيان يحمل حجة هشة اتكأت عليها لتبرر سبب إلغاء المهرجان، بالقول إن 4 أشهر غير كافية لتنظيم تظاهرة من هذا الحجم، وكأنه سيتم استقدام متدخلين من المريخ من أجل المشاركة في المهرجان.. تقبّلنا الحجة على مضض وانتظرنا أن تحمل النسخة المائة ما كان ينتظره المواطن الصفروي لسنوات..
كان من المتوقع أن يحمل إشراك وزارة الثقافة في تنظيم مهرجان حب الملوك البشرى للساكنة، ويأتي بمقاربة تشاركية (مع تحفظي الشديد على استخدام مثل هذه المصطلحات)، من أجل تحريك عجلة اقتصاد المدينة، ولم لا الإقليم ككل. لكن على ما يبدو تعامل الوزارة مع المهرجان وأصحابه كان يعكس درجة استخفافها، بل واحتقارها، لأصحاب الدار والدوار ( ولا أجد وصفا أبلغ من هذا لمدينتي).
هنا سأنطلق من المكان الذي تم تخصيصه لمعرض الصناعة التقليدية الذي حضرت فيه النمطية وغاب عنه الإبداع، كأننا لا نستحق أن نرى أشياء جديدة وجميلة. فلا هم باعوا ولا نحن اشترينا.
لنعطف على المكان الذي جرى تخصيصه لإقامة السهرات الأمازيغية، والتي شبهها أحد الأصدقاء بأرض كنعان، وكأن الفرق المشاركة ذاهبة لشراء الحنطة، وغيرها من التفاصيل التي خلّفت استنكار البعض واستحسان البعض الآخر.
هذه السنة كان الأمر مشابها ومأساويا، خاصة عند أولئك الذين جرى إقصاؤهم من المشاركة في فقرات المهرجان. منذ البداية كانت بوادر الارتجالية واضحة، في غياب برنامج واضح، وأحسب أن جماعة صفرو لم تكن تعلم بتفاصيل البرنامج الذي أعدته الوزارة في الدقيقة 90 لترمي به في وجه اللجنة المشاركة في التنظيم، التي تمثل جماعة صفرو. هنا بدأ الركض في كل اتجاه من أجل أن يقام شيخ المهرجانات في وقته. شيخ أكلت العشوائية منسأته حتى بات يهوي نحو الحضيض..
توالت الفيديوهات وتعالت الأصوات المنددة باستبعاد جمعيات المجتمع المدني وإقصاء فناني المدينة، والاقتصار على بعض الأسماء، ليكتمل المشهد بعد خروج أحد المنتخبين بالجماعة بتصريح صادم ليضم صوته إلى باقي الأصوات، ويكشف الأنكى من هذا وذاك، وأن الجماعة لا تجمعها اتفاقية مكتوبة واضحة بوزارة الثقافة والتواص بخصوص تنظيم المهرجان، وأن مشاركتها تأتي في إطار المحاباة ليس إلا، بعد اعتراف اليونسيكو بشيخ المهرجانات كثراث إنساني لامادي سنة 2012.
دعونا من كل هذه التفاصيل الآن، ودعوني أتساءل معكم ماذا أعدت الجماعة لاستقبال زوار المهرجان في غياب بنية تحتية بالمدينة ومراحيض عمومية وغيرها؟ والأهم، ما الاستفادة التي تتحقق للمدينة من وراء هذا المهرجان؟ وهل تحولت مدينة صفرو إلى سوق سنوي ينتظر مهرجان حب لملوك لينتعش خلال 4 ايام ثم يعود إلى ركوده المزمن؟!
وقبل أن أختم مقالي هذا.. حتى لا يعتبر قارئ هذه السطور أنني أتحامل على تعامل الوزارة بازرداء مع المهرجان وساكنة المدينة.. سأشير إلى نقطة استفزتني وأنا أتابع القنوات الرسمية التي تروج لمهرجان موازين ومهرجان ݣناوة وغيرها من المهرجانات الحديثة..في حين ولا إشهار واحد تم إنتاجه لتسويق مهرجان حب الملوك. اللهم ذلك البيان اليتيم على موقعها.. وحتى الندوة الصحفية التي تسبق افتتاح المهرجان تم إلغاؤها..
إذن ماذا أضافت لنا الوزارة وهي تضع كلتا يديها على المهرجان؟! ما موقف الجماعة في ظل كل هذه المعطيات؟! هل يجدر بنا أن نقبر هذا المهرجان الشيخ ونرتاح من اللغط المصاحب له كل سنة؟! هل مدينتنا لا تستحق أن يبرز اسمها كمدينة ذكية تزخر بمقومات طبيعية ساحرة بعيدا عن انتظار أيام “الموسم”؟!